أختي تتعرض للشتم والإهانة من قبل زوجها، فكيف أساعدها؟

0 243

السؤال

السلام عليكم.

أختي عمرها 23 سنة، متزوجة من ابن عمي عمره 29 سنة منذ ثلاثة أشهر، وتم الزواج رغما عنها، وهو يشتمها ويعايرها بأهلها، ويعايرها أنها غير متعلمة، علما أنه جامعي، وقد تدخلت للإصلاح، ولكن دون جدوى، وأخشى عليها من الطلاق، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وشكر الله حرصك على سعادة أختك، وردا على استشارتك أقول:

لم تخبرينا هل زوج أختك يسكن مع أهله أم بسكن خاص؟ وإن كان يسكن مع أهله، فهل يوبخ أختك أمام أهله أم فيما بينه وبينها؟ وهل ذلك على سبيل الدوام أم أنه نادر؟ وهل ثمة أسباب أو بدون أي سبب؟ فذلك قد يعيننا في معالجة القضية، وعل كل فننصح باتخاذ الخطوات الآتية:

- على أختك أن تصبر، وألا ترد على زوجها مهما تكلم فيها وفي أهلها، وتعتبر الأمر كأنه لم يحدث.

- عادة ما تحدث بعض المشاكل في بداية الزواج بسبب اختلاف البيئة، وانتقال كل منهما إلى حياة جديدة، فعلى أختك أن تتأقلم وتتكيف مع زوجها وطباعه.

- ينبغي عليها أن تقترب أكثر من زوجها وتهتم به وبمظهره، وتتفانى في خدمته وتوفير سبل الراحة له، وأن تحسن من توديعه واستقباله، وتبث له ما في قلبها من الحب والاشتياق، وتكتب له رسائل الحب وتتركها في غرفة نومه، بمكان تمكنه من رؤيتها.

- عليها أن تتجمل لزوجها، وتكون دائما بأبهى حلة، وتطلب من زوجها جلسة خاصة إن كان يسكن مع أهله، وحبذا لو كانت خارج البيت، وتنظر فيما يرضي زوجها فتفعله، وما يكرهه فتتركه، وإن كانت تعيش مع زوجها في سكن خاص، فتتهيأ لتلك الجلسة وتبدأها بعبارات الحب والتعلق بزوجها، ولا تبقي عبارة حبيسة صدرها، ثم تطلب منه أن يخبرها بما يحب وبما يكره، وتعده بأنها ستسير على ما يريد، وأنها ستتفانى في طاعته وخدمته.

- لا بد أن تتعرف أختك على الأسباب التي تجعله يقول أنت غير متعلمة، وتتجنب تلك المواقف، فإن تجنبتها فلن تتعرض لمثل تلك المواقف.

- عليها دائما أن تنتقي عبارات التخاطب مع زوجها، بحيث لا تتيح له فرصة الانتقاد على كلامها.

- اطلبي من أختك أن تحل مشاكلها مع زوجها ولا توصل ما يدور بينها وبين زوجها لأي أحد، إلا في حال صارت الحياة معه مستحيلة، لأن ذلك قد يسبب لها مشاكل أكبر.

- الحياة الزوجية لا تقوم إلا على غض الطرف والتغافر والتغافل، أما أن يحاسب كل منها الآخر على كل شيء، فهذا سيفسد الحياة بينهما.

- تقوية إيمان زوج أختك وتحسين أخلاقه مهم جدا، فأتمنى أن تطلب أختك من زوجها أن يقوم بتدريسها، والفائدة بالطبع للجميع، من كتاب رياض الصالحين للإمام النووي، وهو مختص بفضائل الأعمال والأخلاق، مع شرح تلك الأحاديث للشيخ العلامة ابن عثيمين، مع قراءة شيء من القرآن الكريم وتفسيره للعلامة السعدي رحمة الله على الجميع، وسترين النتيجة المبهرة بإذن الله تعالى.

- أتمنى أن يسلط على زوج أختك رفقاء صالحين جدد، فالصاحب ساحب وتأثير الصديق سلبا وإيجابا كبير، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، فيمكنكم التواصل مع نساء العائلة وصديقاتكن ممن لهن أزواج صالحون، وتطلبن منهن أن يكلفن أزواجهن بمصادقته والتأثير عليه دون أن يشعرونه أنكن كنتن السبب في ذلك.

- إذا استطاعت أختك أن تكسب عمها وعمتها حتى تكون كمثل ابنتهم وكانا غير عالمين بما تعاني، فيمكنها بعد ذلك أن تبوح لهما بالأمر، ليقوما بنصحه بطريقة حكيمة دون أن يشعراه بأنها من طلب ذلك.

- الدعاء سلاح قوي قل من يستخدمه، فعلى أختك أن تتضرع وتصب العبرات بين يدي الله، وتطلب منه أن يصلح زوجها ويؤلف بين قلبيهما، ويقذف في قلبه محبتها ويحسن خلقه ويسعدهما، وعليها أن تعمل جاهدة من أجل توفير أسباب استجابة الدعاء وانتفاء الموانع، فالله قد وعد من توفر فيه ذلك أن يستجيب لدعائه، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ).

- على أختك أن توثق صلتها بالله، فتحافظ على الفرائض وتكثر من الأعمال الصالحة، فالله تكفل بالحياة الطيبة لمن فعل ذلك، فقال جل وعلا: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

- على أختك أن تلزم الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الكروب والضوائق، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذن تكفى همك ويغفر ذنبك).

- وجهي أختك لكثرة تلاوة القرآن الكريم والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فذلك من أسباب جلب الطمأنينة للقلب، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

أسأل الله تعالى أن يهدي زوجها، وأن يؤلف بين قلبيهما، ويقذف في قلبه محبتها، وأن يجعلهما في سعادة دائمة آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات