السؤال
السلام عليكم
أود الاستفسار من سيادتكم، حيث إن لدي ألم أسفل الظهر بشكل أفقي، مع ألم على جوانب ظهري خلف الكلى أسفل القفص الصدري من الخلف يتناوب بين الكليتين، وأحيانا يكون فيهما معا، لكن عندما أكون مستلقيا وأحاول التقلب تؤلمني الكلية اليسرى، وعند الضغط عليها أتقلب بلا ألم.
وعندما أكون مستلقيا على ظهري، وأحاول رفع قدمي اليسرى أجد صعوبة بالغة، ولكن بعد المحاولة أستطيع رفعهما ويبدأ يزول الألم، لكن عند رفعهما أشعر بضغط عمودي على بعض الفقرات والعضلات السفلى، ويوجد لدي ألم بشكل أفقي في عضلات منتصف الظهر أيضا، لكنه كان شديدا وبدأ يزول بالتدريج.
وعند القيام أجد صعوبة أيضا، أشعر وكأنني أحمل وزنا ثقيلا، وهذا أيضا بدأ يزول بالتدريج، عند المشي لا أشعر بآلام، لكن عند النوم والتقلب أجد صعوبة بالغة، ولكن لو كنت أمشي ووقعت قدمي في حفرة فجأة ردة الفعل تكون على أسفل ظهري بشكل أفقي، وأشعر بألم مثل الكهرباء، وعند العطس أشعر بألم في عضلات ظهري السفلى، خصوصا العضلات التي عند الكلى.
بشكل عام عندما أضع الماء الساخن على ظهري، أو أستخدم قربة الماء الساخن أشعر بالراحة، ولكن سرعان ما يذهب بعد رفع القربة، أو وقف تسليط الماء الساخن على مكان الألم.
منذ أيام قليلة بدأ كعب قدمي اليسرى يؤلمني، ومكان الألم غير محدد، ولا أستطيع تحديده ويعيقني من المشي، وأحيانا وأنا نائم وأشد على قدمي فتؤلمني.
ملاحظة: عندما أكون جالسا على كرسي، وأحاول ثني جسمي إلى الأمام (مثل وضعية المسن الذي يصلي على كرسي ويركع) أشعر بألم في إحدى الفقرات السفلى، وهذا يختفي ويعود.
ملاحظة أخرى: عملي يتطلب الجلوس على المكتب لساعات طويلة، ولا أمارس الرياضة كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: أود أن أشير إلى أن كثيرا من الناس يشيرون دائما إلى أن أي ألم في منطقة الخاصرة أو وسط الظهر أنه من الكلية إلا أن آلام الكلية تكون بشكل مغص، ولا تزيد مع الحركة أي أنها ليس لها علاقة بحركة الظهر؛ لذا فإن أي ألم في هذه المنطقة يزيد مع الحركة، أو في وضعيات معينة فإن هذه الآلام هي من الظهر نفسه سواء من العضلات، أو من الفقرات، أو من مفاصل الظهر.
لم تذكر منذ متى وأنت تعاني من هذه الآلام؟ لأن هذا مهم فإن كانت الآلام منذ فترة طويلة أي منذ عدة شهور أو أكثر فإن ما تصفه من آلام تكون أكثر عند الاستلقاء والنوم وتغيير الوضعية، ومع هذه الآلام التي تشكو منها في كعب القدم، كل هذا قد يكون مؤشرا إلى أن يكون السبب هو مرض يسمى التهاب العمود الفقري: ankylosing spondylitis، وهو يصعب تشخيصه في البداية، وهناك تأخير في التشخيص في هذا المرض 5 سنوات في المتوسط، أي أن أعراض المريض تعزى إلى آلام عضلات الظهر، وتستمر الشكوى حتى تظهر علامات التهاب المفاصل في الصور الشعاعية؛ لأنه في المرحلة المبكرة قد تكون الأشعة العادية طبيعية إلا أنه إذا تم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي فإن الصور تظهر التهابا في المفاصل الخلفية في الحوض أسفل الظهر.
وتكون الآلام في هذا المرض في أسفل الظهر، وتكون أكثر ما يكون في الصباح، وفي الليل وأثناء التقلب مع الإحساس بتيبس أو تصلب الظهر عند القيام من النوم، أو من الجلوس، وهذا ما تشكو أنت منه، وتتحسن الآلام مع الوقت ومع الحركة وخلال اليوم.
وأثناء الفحص الطبي يكشف الطبيب عن وجود آلام بالضغط على مفاصل أسفل الظهر، وهناك حركات معينة يجريها الطبيب على بعض المفاصل للكشف عن هذه الآلام.
ومن الأمور التي تساعد أيضا على التشخيص أن هذه الآلام تخف إلى درجة كبيرة خلال 48 ساعة من تناول الأدوية المسكنة التي تخفف من الالتهابات منها diclofenac Potasium 50 مرتين في اليوم بعد الطعام، أو naproxen 500 مرتين في اليوم بعد الطعام، ويعود الألم بعد التوقف عن الأدوية؛ لذا يمكن أن تتناول أحد هذه الأدوية، وتستمر عليها لمدة أسبوع، وترى فإن تحسن الألم بشكل كبير فعليك بالاستمرار عليها ومراجعة طبيب مختص بأمراض الروماتيزم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.