أصاب بنوبة هلع عند سماعي لوفاة أي شخص، ما العلاج؟

0 213

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، عمري 23 سنة، بدأت معاناتي بعد أسبوع من سماعي لخبر وفاة أحد الأشخاص، فانتابني شعور بالخوف الشديد والهلع، وكنت أجلس عند أختي، فأحسست بسرعة في ضربات القلب، وكنت لا أعرف عن هذه النوبة شيئا، فاتصلت على زوجي، ومنذ ذلك الوقت انقلبت حياتي رأسا على عقب، فأصبحت أخاف الذهاب لأي مكان به ناس، خوفا أن يصيني شيء ولا أجد من ينقذني، وأشعر بالتعب عند الجلوس مع الآخرين، وضيق في التنفس، ولا أريد سوى الجلوس مع زوجي وابني.

تعبت جدا من هذة المعاناة، وتعب معي زوجي أيضا، وما زلت على هذا الوضع منذ سنة، ولم أشعر سوى بالقليل من التحسن، فقدت 13 كلغ من وزني، أصبحت كئيبة لا أجد طعما للحياة، وعندما أذكر حالتي للناس يصفونها بأنها وسواس، وعلي تركه والضحك عليه، فهم لا يشعرون بما أشعر به.

ذهبت لعدة أطباء باطنية وغيرها، وأجريت العديد من التحاليل للقلب والصدر وغير ذلك، وكانت كلها سليمة، لكنني لا أشعر بالاطمئنان، وأشعر بألم في صدري، خاصة جهة اليسار عند الإبط، وعند الضغط عليه يؤلمني، ويمتد الألم إلى اليد، وأعاني الألم ذاته عند أكل الشكولاته، فما تفسير ذلك؟

يتكرر ذلك الألم عند سماعي لخبر وفاة أي شخص، وأفقد السيطرة على نفسي، وكأنني سوف أموت، فهل هو مرض في القلب، أم وسواس، أو نوبة هلع؟ أريد العيش بسعادة مع زوجي وابني، فما تفسيركم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

من الواضح أنك تعانين من حالة نفسية معروفة نسميها "رهاب المرض"، عندما ينشغل ذهن المصابة على صحتها، معتقدة بأن لديها مرضا ما، كالقلب -كما تفكرين- أو غيره، وأن الأطباء لم يعرفوا بعد هذا المرض، ويعتقد الشخص أنه يحتاج للمزيد من الاختبارات والفحوص، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين، حتى يصل للتشخيص الذي كان يخافه، وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الحالة بما وصفت من أعراض نوبات الهلع أو الذعر، ونقص الوزن، وقد يبدأ الشخص يخاف من كل ما له علاقة بالمرض، وحتى الأمور التي يمكن أن تذكر بالموت.

وقد تبدأ هذه الحالة بعد سماعنا بخبر مؤلم أو مزعج، كمرض شخص أو وفاة -كما حصل معك-، وفي كثير من الحالات قد لا ندري السبب الواضح، وفي كثير من الحالات مهما قمنا بالمزيد من الفحوصات والاختبارات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يذهب عن ذهن هذه السيدة فكرة المرض، فإذا بها ومن جديد تبدأ سلسلة جديدة من الأطباء ومن الاختبارات، سواء في البلد ذاته، أو حتى السفر لبلاد أخرى من أجل الوصول إلى جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص.

لا أنصحك بمراجعة المزيد من أطباء القلب والداخلية، فقد قاموا بالمطلوب، وتوضحت الصورة لهم على أنك لا تعانين من مرض عضوي قلبي أو غيره، وأنا أفضل الآن زيارة طبيب نفسي، وسيقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة، والتي لم تخبرينا عنها، كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية، ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب، وسيحاول هذا الطبيب أن يتعرف إذا كان عندك شيء آخر نفسي، كالاكتئاب وغيره.

لا أنصحك بالمزيد من الفحوص والاختبارات التحليلية، فمع أن النتائج طبيعية، فهي لن تزيدك إلا شكا وتفكيرا وانشغالا بالأعراض والأمراض، وإنما أنصحك بمراجعة اختصاصي في الطب النفسي في أقرب فرصة ممكنة؛ لتنهي هذه المعاناة التي أنت فيها، وحاولي أن لا تتجنبي ما يخيفك، كالجلوس مع الناس والحديث معهم، لأن هذا التجنب يزيد المشكلة، وإنما أقدمي على هذه الأعمال، وستخف الأعراض بالتدريج.

عافاك الله، وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات