السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا من مواليد 1971، لدي استشارت سابقة في الموقع، وتلقيت الأجوبة عليها من قبلكم، وأشكركم عليها جزيل الشكر.
في الحقيقة أنا إنسان موسوس بعض الشيء، وأعاني من (الخوف من المرض)، وكثير التردد على عيادات الأطباء لمجرد شيء بسيط، ولكن أحيانا يوجد ما يبرر ذهابي إلى الطبيب كأي إنسان عادي آخر.
أولا: منذ عام 1991م، أعاني من حالة حكة شديدة في رجلي تأتي وتذهب، وتعود بين فترات طويلة تمتد لأكثر من عام، وهي عبارة عن بروز نتوء صغير بحجم نصف حبة العدس تجبرني على حكها إلى أن أمزقها، وأمزق الجلد المحيط بها بمقدار ظفر الأصبع، فيخرج منه سائل مائل إلى الصفرة فأستريح، وأنتظر عدة أيام إلى أن تشفى مكانها فأجد صعوبة في لبس الحذاء.
ذهبت إلى الكثير من الأطباء وقالوا إن هذه الحالة هي أكزيما عصابية، وتلقيت الكثير من العلاجات ولكن الحالة لم تنته نهائيا إلى بداية عام 2014م، حيث انتقلت الحالة من رجلي إلى يدي، أو بالأحرى إلى راحة يدي وأصابع يدي، ولكني ألاحظ أن الحالة تختلف عما كانت في رجلي؛ لأن النتوء غير موجود، وإنما حكة شديدة في موضع معين مع بياض مكان الحكة، ولا يمكنني أن أتحمل وينتهي بي الأمر أيضا إلى جرح موضع الحكة، وخروج السائل المائل إلى الصفرة، وأحيانا ينزف أيضا!
عاودت الذهاب إلى أطباء الجلد فقال لي أحدهم أني أعاني من أكزيما وصدفية معا! ووصف لي عقارا كان مكتوبا عليه تحذير خاص للنساء بخصوص الحمل والإنجاب، ولكني خفت أن يكون مضرا بالنسبة للرجال أيضا فلم أستعمله خاصة وأنه طلب مني استعماله لعدة أشهر!
فما تشخيصكم لحالة رجلي ويدي؟ وهل هناك دواء فعال يمكن أن يخفف من معاناتي؟
ثانيا: أختي تبلغ من العمر 40 عاما لديها 3 شامات في وجهها، الأولى كبيرة مشعرة دائرية بارزة تماما غير غامقة اللون بحجم حبة العدس، والثانية أصغر من نصف حجم الأولى تنبت عليها شعرة واحدة فقط، والثالثة بحجم الثانية، ولكنها غير مشعرة.
الشامة الكبيرة موجودة منذ أكثر من 25 سنة، وهي كما هي منذ بداية ظهورها تقريبا، أما الثانية والثالثة فظهرتا منذ ما يقارب السنتين، ولم تحدث أي تغيرات على كلتيهما! ما هو توجيهكم لها؟ وكيف عليها أن تتعامل مع هذه الشامات؟ هل تزيلها جراحيا؟ كما أني أريد أن أخبركم أنه عندنا يوجد هناك من يقوم بلف خيط قوي حول الشامات الكبيرة ويشدها على مراحل إلى أن تسقط الشامة، وتنتهي المشكلة! وأنا نصحتها ألا تفعل ذلك كي لا تكون العاقبة وخيمة!
جزاكم الله عنا خيرا في الدنيا والآخرة، وجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم -إن شاء الله- ودمتم سالمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هلغورد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور من خلال الوصف المذكور أنك تعاني من الأكزيما المزمنة، ويجب أن تعلم أن هذا النوع من الأكزيما هو نوع مزمن ومتكرر، بمعنى أنه قد يختفي أو يقل في بعض الأحيان، ثم يعاود في الظهور مرة أخرى، ويختلف في شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط، وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار، وحبوب بها حكة أو فقاعات أو إفرازات وقشور، وربما يكون مصحوبا بزيادة في سمك الجلد وبتغيرات صبغية إذا لم يتم العلاج بصورة فعالة.
يجب أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي؛ لأن نوعية العلاجات المستخدمة في الغالب تحتوي على الكورتيزون الموضعي، وربما بعض العلاجات الأخرى.
الطبيب يختار المستحضر المناسب على حسب درجة انتشار الأكزيما وشدتها، وكذلك مكان الإصابة، وهذه الكريمات وتلك العلاجات فعالة ومفيدة بشكل كبير، إذا ما تم اختيار الأنواع المناسبة وتم استعمالها بالشكل السليم.
يجب استخدام تلك المستحضرات بعد وصفها من قبل الطبيب لفترة قصيرة، وبشكل متقطع؛ حتى نقلل من الآثار الجابية المحتملة جراء استعمالها، ويجب استعمال الكريمات المرطبة باستمرار لعلاج الجفاف والالتهابات الخفيفة، وللتقليل من الحاجة إلى استعمال الكريمات الطبية.
ينصح أيضا بتجنب التلامس مع المواد المثيرة، مثل: المنظفات المعطرة والأنسجة الصناعية، والأصواف وغيرها، وأنصح بالاستحمام بأنواع محددة من منظفات الجلد المخصصة للجلد الجاف، أو المصاب بالأكزيما، على أن تقوم بترطيب الجلد مباشرة بعد الاستحمام.
يجب القيام بذلك تحت إشراف الطبيب لمتابعة التحسن، والوقوف على أي متغيرات، وعمل ما يلزم.
أما بالنسبة لأختك الكريمة فتوجد أنواع متعددة من الشامات، أو الوحمات الصبغية أو الميلانينية، أو ما شابه من المسميات، ولكل نوع من الشامات خصائص إكلينيكية مميزة يتم التعرف عليها بواسطة الطبيب، وتختلف درجة الخطورة وكيفية المتابعة والعلاج من نوع إلى آخر، ويجب التأكد من ماهية تلك الوحمات وتشخيصها بشكل دقيق بواسطة الطبيب المعالج.
لذلك يجب التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية لتشخيص المشكلة، وقد يكون التشخيص بواسطة فحص الجلد فقط، أو قد يحتاج الطبيب في بعض الأحوال إلى بعض الإجراءات الأخرى، مثل: أخذ عينة جلدية، أو إزالة الشامة كليا بأساليب جراحية متعددة على حسب نوعها وتقييمه، وفحصها ميكروسكوبيا للتأكد من التشخيص، وعدم وجود تغيرات سرطانية -لا قدر الله- إذا كانت هناك شكوك بعد الفحص الإكلينيكي، ويتم مناقشة السبل المتاحة للعلاج بعد ذلك.
لا يجب العبث بالشامات كما نصحتها.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وتليها إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++++++
أيها الأخ الكريم: ما تعاني منه هو نوع من أنواع الوسواس القهري الاضطراري، وتتمثل علاماته في رغبة شديدة في الإتيان بفعل معين، وفي حالتك هو حك النتوء أو حك موضع الألم، وإنك لا تستطيع مقاومة هذه الرغبة الشديدة، ولا ترتاح إلا عندما تنفذ هذه الرغبة الشديدة المتكررة، حتى إذا أدى ذلك إلى حدوث جرح - كما ذكرت - أو خروج دم، فهذه من علامات الوسواس القهري الاضطراري أخي الكريم.
علاج الوسواس القهري الاضطراري ينقسم إلى نوعين:
الأول: علاج سلوكي معرفي: يتمثل في عدم الاستجابة للرغبة الملحة في حك أو قطع النتوء، مهما أصابك من ألم؛ لأن الاستجابة تعني الراحة، والراحة تؤدي إلى التكرار، فيجب عليك التوقف عن تكرار الفعل حتى إذا أدى الأمر إلى أن تلبس قفاز حتى لا تحك ذلك الموضع باستمرار.
الثاني: علاج دوائي: يمكن استعماله مع العلاج السلوكي، ومن الأدوية المفيدة في علاج الوسواس القهري الاضطراري دواء يعرف باسم (سيرترالين/ زولفت) 50 مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - ليلا لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة ليلا بعد ذلك، وسيبدأ المفعول بعد أسبوعين، وتحتاج في الاستمرار في تناوله ما يقارب ثلاثة أشهر حتى تنتهي كل هذه الأعراض، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه تدريجيا، ويتم ذلك بتناول نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم تتوقف بعد ذلك، هذا من ناحية علاج مشكلتك.
أما نصيحتي لأختك فيجب عليها أن تقابل اختصاصي الأمراض الجلدية، وسوف يقوم بالكشف عليها وتحديد نوع العلاج الذي تحتاجه، هل هو علاج جراحي، أم أحيانا يمكن إزالة هذه الشامات بالليزر، لا تستعجل، يجب عليها ألا تحاول قطعها بخيط أو هكذا، بل تقابل اختصاصيا في الأمراض الجلدية، وهو الذي يحدد نوع العلاج.
وفقك الله وسدد خطاك.