أتعبتني نوبة الهلع والدوخة أثناء قيادة السيارة

0 201

السؤال

الدكتور/ محمد عبد العليم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم (2264739) الحمد لله خفت الأعراض بنسبة (60%) عندما استخدمت الزيروكسات والأندرال، واستخدمته كما وصفت لي، لكن إلى الآن تأتيني نوبة الهلع عندما أقود السيارة لمسافات طويلة للسفر أو أسمع بمناسبة بعيدة تأتيني أثناء القيادة للسيارة، وهذه الحالة أتعبتني في حياتي، فأرجو منك أن تصف لي دواء يذهب هذه الحالة (الدوخة).

ولكم مني كل الشكر والدعاء، وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو لانا حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا -أخي- سعيد أن أعرف أن حالتك قد تحسنت بنسبة جيدة جدا، وأريدك أن تستغل هذا التحسن وتستفيد منه من أجل المزيد من التحسن، وذلك بأن تقنع نفسك أنك ما دمت قد تحسنت بنسبة ستين بالمائة فهذه يمكن أن تكون سبعين بالمائة، ثمانين بالمائة، تسعين بالمائة، مائة بالمائة، اجعل سقف توقعاتك على هذا النمط، وعليك -أخي الكريم- بالتجاهل التام لهذا الخوف عند قيادة السيارة.

أخي الكريم: لا بد أن تبدأ بدعاء الركوب، تكرره في وجدانك وبلسانك وفي نفسك، وأن تكون على يقين تام بأنه واق وأنه عظيم، هذا قد جربناه -أخي الكريم- ووجدناه دعاء عظيما.

الأمر الثاني: دائما تذكر أن هذه السيارة رحمة عظيمة، هبة من الله تعالى، ويجب أن نثني على هؤلاء الذين صنعوها، ويجب أن نتدارس السيارة كيف تعمل؟ ما هي بداياتها؟ ما هي صناعتها الأولى؟ هذا يؤدي إلى نوع من الارتباط الشرطي الإيجابي.

ويا أخي الكريم: بعض الناس يكون القلق التوقعي هو المسيطر عليهم، وهو الذي يؤدي إلى المخاوف، أنت -مثلا- حين تسمع بمناسبة بمكان بعيد وتريد أن تذهب يأتيك شيء من القلق والخوف، هذا الخوف ليس من السيارة، إنما حدث إسقاطا؛ لأنك متخوف من المسافة وبعدها، لا، أنت ذاهب إلى عمل عظيم، ومهما بعدت المسافة هذا -إن شاء الله تعالى- فيه المزيد من الأجر لك، فكر بهذه الطريقة -أيها الفاضل الكريم-.

وأريدك أيضا أن تتدرب على التمارين الاسترخائية، تمارين عظيمة جدا، النفس المتدرج العميق، الشهيق والزفير، حين تحس بالضيق أو الخوف في داخل السيارة، هذا مجرب وهذا فاعل، فيا أخي: لا أريدك أن تعتمد فقط على الأدوية، اعتمد على هذه الآليات التي ذكرتها لك، وأعتقد أن أمورك إيجابية جدا، ولا داعي للإكثار من الأدوية، الـ (زيروكسات Seroxat) والـ (إندرال Inderal) يكفيان تماما، أنت تحتاج لتدريبات وتطبع سلوكي، وهذا سوف يكمل لك -إن شاء الله تعالى- الدورة العلاجية التي تنتهي بنجاح وتعاف كامل بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وقد سعدنا بك في الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات