السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أود أن أسأل عن كيفية تحصين والدي ووالدتي وعائلتي بشكل عام، من العين والحسد والسحر، هم يعون هذا الشيء، لكنهم ينسون ومهملين، ولأنني شديدة الحرص والخوف عليهم، أريد تحصينهم؛ لأنهم لا يهتمون كثيرا بالتحصين، ولا يحصنون أنفسهم، وأريد حمايتهم، فهل هناك طريقة أحصنهم بها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به، فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: جزاك الله خيرا -أختنا الفاضلة- على حرصك على تحصين والديك، وهذا الاهتمام هو واجب على الفتاة المسلمة تجاه أهلها، ويدل على خير أنت عليه، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.
ثانيا: لا يخفاك -أختنا الكريمة- أهمية الأذكار للمسلم؛ فهي تحفظه كما تفضلت من العين والحسد، فهي حصن حصين، ثم هي من الأعمال الصالحة التي تقرب المسلم من الله عز وجل، وترفع درجته وتقربه من دار النعيم، ولا أدل على حفظ الله للعبد بالأذكار من حادثة أبي هريرة والتي رواها البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيها يقول: " وكلني رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان".
ثالثا: إننا نريدك ابتداء -أختنا الفاضلة- أن تجتهدي في إيصال فضل الأذكار إلى أهلك بطريقة هادئة وقصيرة، فإذا علمت فضلها فاجتهدي في المحافظة على الأذكار.
رابعا: يمكنك -أختنا- أن تبدئي معهم بالأذكار الجامعة والبسيطة، والتي لا تأخذ منهم وقتا طويلا حتى لا يملوا، وذلك في البداية حتى يتعودوا على ذلك، فمثلا في الليل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)، وفي فضلهما ما رواه البخاري في صحيحه: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " قال ابن حجر أي كفتاه شر الشيطان، وقيل: دفعتا عنه شر الإنس والجن.
وكذلك سور: الإخلاص والمعوذتان ، فعن عبد الله بن خبيب قال: أصابنا طش وظلمة، فانتظرنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - يخرج. ثم ذكر كلاما معناه: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ليصلي بنا، فقال: قل. فقلت: ما أقول؟ قال: " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاثا، يكفيك كل شيء ". وثبت عنه أنه قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:" قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ما تعوذ الناس بأفضل منهما" وثبت عنه أنه كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما.
وكذلك بعض الأدعية البسيطة السهلة والتي تتكرر صباحا ومساء حتى يسهل حفظها، ومن ذلك: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،ثلاث مرات إلا لم يضره شيء).
خامسا: كما نوصيك -أختنا- بقراءة سورة البقرة فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )، أي السحرة، فإن لم يقدروا على القراءة، فلا بأس من السماع عن طريق المذياع أو المسجل.
وأخيرا -أختنا- نرجو منك الاجتهاد معهم، واعلمي أن الله يثيبك على ذلك ويؤجرك، وتحايلي عليهم كأني تقرئي أمامهم الأذكار بصوت عال ليرددوا خلفك، أو مسجل تسجل عليها هذه الأذكار، المهم -أختنا- أن تحتالي في ذلك، وإنا نرجو الله أن يصلح أحوالكم، وأن يصرف الشر عنكم صرفا.
والله المستعان.