السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات وأم لطفلين، أسكن مع أهل زوجي، يسكن معنا أمه وشقيقه الذي يبلغ من العمر 33 سنة، طلبت سكنا منفصلا، لكنه رفض بحجة أن أخاه غير متزوج، فصبرت ورضيت، لكن المشكلة أن شقيقه لا يريد الزواج، مع العلم أنني لم أشترط على أمه، بالرغم من معاملتها السيئة، لكنني طلبت أن تنتقل معنا.
المشكلة أنني أسكن في قرية نائية، وابنتي سوف تدخل المدرسة، ولا أريد أن تدرس هنا؛ لأن التعليم هنا دون المستوى، والمجتمع هنا بدائي وجاهل ويؤمن جدا بالشعوذة، فقررت الذهاب إلى بيت أهلي في المدينة، وتسجيلها هناك، وأبقى معها حتى تتعود.
هدفي أن يرحل زوجي من تلك المنطقة، وتدرس ابنتي في منطقة أحسن، لا أريد الطلاق، لكن ابنتي أهم عندي من انتظار زواج شقيقه، فما الحل؟ هل أترك ابنتي ضحية هذا المجتمع، أم أذهب إلى بيت أهلي ليرضخ للأمر الواقع؟ أنا في حيرة، لا أريد أن أهدم بيتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wafa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يصبرك ويصلح ابنتك، ويحقق الآمال.
أسعدني وأفرحني حرصك على أسرتك وتماسكها، وقد أحسنت بالتفكير في مستقبل طفلتك، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحها ونجاحها، وننصحك بأن تتفاهمي مع زوجك بمنتهى الهدوء، وتجنبي ذكر الأشياء السلبية عن البلد ومعلميها، وعن أسرته، ونتمنى أن يقتنع بوجهة نظرك، ونحن لا نؤيد فكرة الارتحال والانتقال إلى المدينة إلا إذا كان زوجك موافقا، واجتهدي في تعليم طفلتك وتوجيهها بعد عودتها من المدرسة، واعلمي أن في المدينة سلبيات كما أن للأرياف سلبيات، وبعدك عن زوجك دون الاتفاق معه لن يكون في صالح العلاقة بينكما، ولا تحاولي وضعه أمام الأمر الواقع.
ونحن إذ نشكر لك اقتراحك بأن تذهب والدته معكم، ندعوك إلى إظهار المشاعر المناسبة، ووضع مقترحات تؤمن له موقف شقيقه، ولا تقولي ابنتي أهم من شقيقك، وطالبي بحقوقك وحقوق ابنتك دون أن تذكري الآخرين، لأن الشرع الذي يأمره بالوفاء بالتزاماته تجاه أسرته، هو الشرع الذي يأمره بالقيام بحقوق أهله، ولن تستفيد المرأة من رجل لا يهتم بأهله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بدراسة الأمر من كل النواحي والتأمل في العواقب، وردود الأفعال، ونحن نرى أن صبرك على ما أنت عليه مع تفادي السلبيات المتوقعة على طفلتك في حال البقاء في الريف، أفضل من حصول مشاكل أخرى، واحرصي على أن يظل باب الحوار الهادئ مع زوجك مفتوحا، ويسعدنا أن نعرف وجهة نظره، ونتشرف بالمتابعة معكم والتشاور.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.