أطفالي يبكون سريعا ولأتفه الأسباب فكيف أتعامل معهم؟

0 239

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي الأول يبلغ من العمر 11 عاما، وهو عصبي بطبعه يغضب سريعا ويعلو صوته بالصراخ لأبسط الأشياء، مغرم بالضرب والقوة، ولكنه يخاف كثيرا ويبكي سريعا، شخصيته مسالمة دائما وﻻ يحب المجازفات، مهمل ويحب اللعب كثيرا وبشكل مبالغ، على الرغم من أن مستواه الدراسي ممتاز حينما يهتم ويجد بالمذاكرة. أحتاج إلى نصحكم في كيفية التعامل معه، فأنا أريد إزالة خصاله السلبية وخوفه وأريد دفعه لتحمل المسؤولية.

طفلي الثاني يبلغ من العمر 8 سنوات، كثير البكاء ولأتفه الأسباب، ولكنه يهتم نوعا ما، فكيف يمكنني أن أخلصه من مشكلة البكاء؟

شكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بخصوص ولديك، -حفظهما الله تعالى لكم- وأعانكم على حسن التربية.

كثير من سلوك الأطفال والأولاد غير الحسن وغير المقبول هو حاجتهم في جذب الانتباه، ونحن الآباء والأمهات ومن حيث لا ندري فإننا نعزز عندهم هذا السلوك غير المرغوب، بينما لا نهتم بالسلوك الحسن والمناسب.

تقول قواعد التربية وعلم النفس: أن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي، فعندما يحسن الطفل سلوكه فقد لا ننتبه إليه وبالتالي لا نعززه، ولهذا هو قليل أو معدوم، بينما ننتبه وبسرعة لأي سلوك سلبي مزعج، مما يعزز عند الطفل هذا السلوك، ثم نسأل أنفسنا من أين أتى هذا السلوك؟ {قل هو من عند أنفسكم}، لأننا عززنا عنده السلوك السلبي، ولأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي وربما عدم الانتباه للسلوك الحسن، والفكرة الخاطئة لماذا أنتبه للطفل عندما يكون هادئا أو غير مزعج؟

والنتيجة الطبيعية هي تكرر هذا السلوك السلبي، وهذا العناد والصراخ والضرب، لأنه يأتي للطفل الكثير من الانتباه، ولو حتى رافقه ضرب الوالدين أحيانا، بينما تجاهلنا، وبقصد حسن، للسلوك الجيد، وعدم ملاحظة الطفل أصلا عندما يتعاون مع الوالدين ولا يكون عنيدا، فهذا يقلل عند الطفل مثل هذا السلوك الإيجابي، ومع مرور الأيام يختفي مثل هو السلوك الذي نريد أن نراه.

والآن وبعد أن أصبح واضحا لكم ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفليكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليا عن السلوك السلبي وغير المقبول، الآن سهل الموضوع، وهو قطعا سيأتي بالثمار المطلوبة.

حفظ الله طفليكم من كل سوء، ورزقكم الذرية الصالحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات