تزوجت رجلاً لا يعرف كيف يقود مسيرة حياتنا، ما نصيحتكم؟

0 274

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ أقل من سنة، وزوجي شخص لطيف والحمد لله، ولكن المشكلة هي أنني أشعر بأنه بلا تجربة كافية في الحياة، ولذا فهو شخص غير ناضج، وأنا دائما أنصحه في الأمور المتعلقة بحياته وعمله، وبما هو التصرف الحكيم.

إن نضج الرجل أمر جذاب بالنسبة لي، ولذا صرت أشعر بصعوبة أن أرى زوجي جذابا، بل ولا أريد منه أبدا أن يعاشرني جنسيا، وأشعر بأننا شخصان متناقضان، وأتمنى لو كنت انتبهت لهذا الأمر قبل أن أتزوجه، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

لا أريد أن أكون جاحدة للنعمة، فزوجي والحمد لله، شخص له روح جميلة، كما أن أهله أناس طيبون جدا، ولكني أشعر بأنني متزوجة من طفل لا من رجل، فلا أستطيع أن ألجأ إليه في أي مشكلة من مشاكلي، بل علي دائما أن أعلمه الطريقة الصحيحة في تسيير الأمور.

أمضيت ليالي كثيرة في الكلام معه وبيان أن عليه أن يكون قائد حياتنا الزوجية، وأن هذا أمر مهم، وخصوصا عندما نرزق بأطفال، ولكنه ببساطة لا يعرف السبيل إلى ذلك! بينما أنا أحتاج شخصا يتحمل المسؤولية.

أتمنى أن يكون لي طفل، ولكن تدور في عقلي أفكار عن احتمال الانفصال عن زوجي، فأتوقف عن التفكير في هذا الأمر، فأنا لا أريد أن يكون لي أطفال ثم أصل إلى مرحلة أكون فيها قد تعبت منه، بحيث لا يمكنني الاستمرار في حياتي معه، ثم يكون بيننا أطفال.

لا أدري ماذا أفعل؟ وقد أخبرت زوجي بالشيء الذي يجذبني، وكلامي معه لم يغير فيه أي شيء.

إنني أحتاج رجلا يتحمل مسؤوليتي ويقودني، ولكن زوجي لا يريد ذلك، وأنا دائما مرهقة ومتعبة، ولا أشعر بالراحة، وأفضل لو كنت الآن عزباء، ولكن ماذا أفعل؟ فهل أنا جاحدة؟ إنني لا أريد أن أقضي السنوات العشر القادمة من حياتي مع زوجي ومع أولادي لا لشيء إلا لأن أقول في النهاية إنني لم أعد أتحمل.

إنني أدعو الله، لأنني في غاية الضياع والاكتئاب، فأرجو أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sahara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن من نعم الله عليك أن زوجك لطيف جدا، وأن أهله طيبون معك، فكم من النساء من تشتكي من سوء تعامل زوجها وأهله، فاحمدي الله تعالى، ولا تزدري نعمة الله عليك، واعلمي أن الكمال عزيز في الرجال والنساء، وأن تجارب الناس في الحياة تختلف من شخص لآخر، وما العيب أن تقفي مع زوجك وتكسبيه من خبرتك وتوجهيه التوجيه الصحيح؟!

إياك أن تصغي لوساوس الشيطان الذي يريد أن يكدر عليك صفو الحياة ويفرق بينك وبين زوجك، وانظري إلى محاسن زوجك الكثيرة، ولا تنظري للحياة بمثالية زائدة، ومع مرور الأيام ستجدين أن زوجك يتعلم منك، ومن ممارسته للحياة، ولعلك تغبطين به، وتحمدين الله على صبرك عليه، وعدم التعجل في طلب الطلاق.

مارسي حياتك بشكل طبيعي، واقتربي من زوجك أكثر، وشاركيه همومه، وابتدئيه بالكلمات والعبارات العاطفية، وأشبعي رغبته الجنسية، وتجملي له وأحسني من استقباله وتوديعه، وتفنني في طبخ طعامه، وهيئي له سبل الراحة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله وتوثيق الصلة به، وبالمحافظة على الفرائض والإكثار من نوافل الصلاة والصوم، وتلاوة القرآن والمحافظة على أذكار اليوم والليلة وغير ذلك.

وفقك الله لما يحب ويرضى، وأسأل الله تعالى أن يقر عينيك بزوجك ويرزقك الذرية الصالحة إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات