السؤال
السلام عليكم
والدتي امرأة كبيرة السن، تبلغ 79 عاما، قبل ثمانية أشهر ظهرت حالة التوتر والعصبية عندها، فعرضتها على طبيب فأعطاها دواء ريسبردال نصف ملغ صباحا، وكذلك مساء، وانصلح حالها، ولله الحمد.
قبل شهرين أصابها التهاب في رجلها، ومكثت في المستشفى ما يقارب الشهرين للعلاج، لكن نظرا لوجود السكري معها لم يفلح كل جهود العلاج، وتم بتر رجلها من تحت الركبة.
في هذه الأثناء كان وضعها النفسي ينحدر بشكل سريع، فأصبحت شديدة الخوف في الليل بل وفي النهار، وتريد شخصا بجانبها تمسك يده طول الوقت، ولا تستطع أن تنام إلا قليلا، وأصبحت تذكر الأموات وتحلم بهم كثيرا، وتظن أنها على وشك الموت.
كما أنها في حالة عصبية حادة على أتفه الأسباب، أعطاها الطبيب دواء نوزينان ٢٥ كل يوم حبة ثم رفعت إلى 3 حبات، لكن لم يتغير شيء على وضعها النفسي، وما زالت خائفة ومتوترة جدا.
بماذا تنصحونا؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبتر الساق يعني فقدان جزء عزيز من الجسم، وفي كثير من الأحيان يؤدي إلى ردة فعل نفسية، ممثلة في القلق والاضطراب، وقد تستمر هذه لفترة من الزمن وتزيد أو تقصر وتكون شديدة أو خفيفة على حسب ظروف الشخص وعمره وعمله وقدرته على التأقلم على وضعه الجديد والظروف المحيطة المصاحبة الدائمة له، طبعا في مثل والدتك فهي كبيرة العمر 79 سنة، والعمر دائما يشكل ضغطا على الشخص، فما بالك إذا حصل معه بتر وفقدان جزء عزيز من الإنسان!
لذلك فهذا ردة فعل متوقعة، وإن كانت تسبب لها مشكلة وتسبب لكم مشكلة، وأرى أن لا تهملوا الجوانب النفسية والجوانب الدائمة لها ومحاولة أن تكونوا بقربها وتشجعوها وتشدوا من أزرها وأنا على يقين بأنكم فعلتم كل هذه الأشياء.
بخصوص الأدوية طالما تحسنت الرزبيردال، والرزبيردال هو طبعا من مضادات الزهان الحديثة، ولكن كما قلت الآن لم تتحسن، النوزينان أيضا هو من مضادات الزهان وإذا لم تتحسن عليه فإنني اقترح دواء السركويل، السركويل هو أيضا من مضادات الزهان أو الكوايتبين من مضادات الزهان والتي بجرعات صغيرة تكون مضادة للقلق، والاكتئاب ومهدئة.
يمكنكم البداية بـ 12.5 مليجراما ليلا ثم يمكن زيادتها يوميا إذا لم تحدث الأثر المناسب، 12.5 مليجراما في اليوم الأول ثم تزاد إلى 25 مليجراما في اليوم الثاني ثم تزاد إلى 37.5 مليجراما في اليوم الثالث ثم إلى 50 مليجراما في اليوم الرابع، وفي أي وقت من الأوقات إذا شعرت بأن الجرعة التي أخذتها كانت كافية إلى أن تهدأ وتنام فثبت هذه الجرعة، فإذا تحسنت على 12.5 مليجراما فثبت 12.5 مليجراما، فإذا تحسنت على 25 مليجراما فثبت 25 مليجراما وهكذا، إذا ما تحسنت على الجرعة المناسبة فيمكن تثبيتها والاستمرار عليها لعدة أشهر، ولا ضير من ذلك، فهو دواء لا يسبب الإدمان، وليست له آثار جانبية أخرى كبيرة، غير إنه من الممكن أن يؤدي إلى النوم لفترات طويلة في البداية.
وفقك الله، وسدد خطاك.