تأخرت في الزواج فهل أسعى في الزواج أم أترك الأمر لله؟

0 313

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 31 سنة، لم أتزوج بعد، سؤالي يتمثل في: هل من الممكن أن أسعى في الزواج أم أترك الأمر لله، والخيرة فيما اختاره الله؟ وفي نفس الوقت تركت نفسي أنتظر فتقدم بي العمر بلمح البصر، وصديقاتي وقريباتي تزوجن وأنجبن وذلك حقا يحزنني.

أنا خائفة أن أسعى في الموضوع، ثم أصبح نادمة فما العمل؟

أرشدوني لو سمحتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ikram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في موقع الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

فالزواج رزق من الله تعالى لا يقدر أحد أن يقدم فيه أو يؤخر قال تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، وقال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

السعي في طلب الرزق وعمل الأسباب مشروع بشرط ألا تعرضي نفسك للذل والمهانة، فالإسلام أراد منك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة غير أن التحدث مع من تثقين بهن من صديقاتك الصالحات للبحث عن زوج لا حرج فيه، واحذري التسجيل عبر المواقع الإلكترونية فإنها غير موثوق بها، ولا تتواصلي مع أي شاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأكثرهم من الذئاب البشرية ينصبون شباكهم لافتراس الفتيات، ثم يتركونهن يكتوين بنار الذل والعار.

كوني على يقين أن الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك فرزقك سيأتيك في الوقت الذي كتبه الله لك فارضي بقضاء الله وقدره، ولا تتأثري بزميلاتك اللاتي تزوجن وأنجبن فكل إنسان يأخذ رزقه، وعليك أن تنظري في حال من تزوجت وهي في غاية التعاسة مع زوجها وتتمنى أنها لم تكن تزوجت.

أكثري من صيام النوافل فذلك يحد من الشهوة كما قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

أكثري من التضرع بين يدي الله بالدعاء وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، واحرصي أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق.

لا يزال هناك متسع من الوقت؛ فسنك لا يزال مقبولا فهنالك من تزوجت وقد شارفت الأربعين من العمر وأنجبت وعاشت في سعادة غامرة.

أكثري من دعاء ذي النون (لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فهذا الدعاء قال فيه نبينا عليه الصلاة والسلام: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له).

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الضوائق يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).

احرصي على ورد يومي من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

اجتهدي في تقوية إيمانك وأكثري من الأعمال الصالحة تجلب لك الحياة الطيبة بإذن الله كما وعد الله بذلك فقال: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

نسعد كثيرا بتواصلك، ونأمل أن تبشرينا قريبا بتحقيق الله ما تتمنين.

أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأن يعطيك من الخير ما تتمنين، ويصرف عنك كل ما تكرهين آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات