السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة لدي صديقة أصيبت بالمس والعين والحسد، قرأ عليها الشيخ الرقية الشرعية مرة واحدة، ولم تعد له مرة أخرى، لخوفها من الجان الذي يسكنها، حيث هددها بالقتل إن ذهبت للشيخ مرة أخرى.
كما أنها لا تستطيع إخبار زوجها المسافر، فكلما حاولت الاتصال به شعرت بضيقة لا تجعلها تكمل المكالمة، فما الحل برأيكم، وهل تهديد الجان لها أمر حقيقي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amaal حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
فإن علاج -هذه الأخت- في الرقية الشرعية، شريطة أن تكون على يد قارئ ثقة وأمين، وبحضرة محرم لها، وعليها أن ترقي نفسها بنفسها كذلك صباحا ومساء، وتكثر من سماع سورة البقرة وآل عمران، ولعل المس أو السحر الذي أصابها يسبب لها ذلك الضيق عندما تتحدث مع زوجها، أو هو ما يسمى بسحر التفريق، يريد من عمل لها ذلك العمل أن يفرق بينها وبين زوجها، ودخول الجن في الإنس والسحر حقيقة، وقد يتسبب في القتل أو المرض المضني وغير ذلك، ولا يحدث كل ذلك إلا -بإذن الله تعالى- قال سبحانه: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)، وقال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد)، والمقصود بالنفاثات في العقد: السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن عليه، ولو لم تكن له حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة منه.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحر، حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وإنه قال لها ذات يوم: "أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته؟ إنه أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (مسحور)، قال : من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة، في جف طلعة ذكر في بئر ذي أروان)، فإذا كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- سحر، فغيره من باب أولى، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرقي نفسه، ويرقي الحسن والحسين، ويأمر بالرقية من العين والحسد وغيرها، ويقول: إن الرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل، ولو لم يكن للعين والحسد حقيقة، لما أمرنا بالاستعاذة من شر الحاسدين، ولما علمنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- الرقية من ذلك.
ووصيتنا لهذه -الأخت- أن تحافظ على الصلوات، وأذكار اليوم والليلة، وتكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يشفيها، فالله تعالى يجيب دعوة المضطرين، قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، وأسأل الله تعالى أن يشفيها ويعافيها إنه سميع مجيب.
والله الموفق.