أعاني من تقلبات واضطرابات ومعاقبة النفس

0 154

السؤال

السلام عليكم

أرسل إليكم وأنا في يوم امتحان، وهو الأصعب لأنه امتحان قرآن وأصول فقه، وأنا لا أفقه شيئا سوى اليسير.

لقد مررت بتقلبات غريبة من الإيمان للمعصية، وأصبحت مدمن أشياء غريبة، مثل معاقبة نفسي، أجد فيها متعة وراحة غير طبيعية، وغريبة! مثل تشريح اليد أو الرجل، وتقطيع الشرايين أو الجلد، ورؤية الدم أو حرق كف اليد بالنار.

مررت بعلاقة عاطفية فاشلة مع فتاة، وكنت أخاف الله في أول يوم عرفتها فيه، وكانت ماكرة محترفة، استطاعت أن تستغل ضعفي وهو قلبي وعاطفتي، وقد أثرت في كثيرا، وكات بريئا، وحسي القوي كشف كل هذا، وها أنا تخلصت منها، ولكني لا أرضى عن نفسي، فلقد تهت وضعت، واليوم هو أول يوم أصلي بعد ضغط من أحد الأعزاء لدي، وارتحت كثيرا بالصلاة، مع أني كنت أجد الفكرة صعبة.

علما أني كنت محافظا على الفروض قبل سنين من الضياع واقترفت ما اقترفت من معاص وذنوب، وأتمنى المغفرة من الله وتبت إلى الله، أتمني منكم النصائح، باستثناء الصلاة وكلام علم النفس أو المعنويات، فإنه لا يؤثر في بتاتا، ولا أعلم لماذا؟!

أريد التخلص من إيذاء نفسي، ومستقبلي يضيع مني، وأنا في الامتحانات، أفيدوني، وصرت عندما أرى اسما مثل اسم تلك الفتاة أصاب باكتئاب غريب قاتل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الكريم في الشبكة الإسلامية، ما ذكرته من أفعال وأفكار ومشاعر وتقلبات بين الخير والشر، وإيقاع الأذى بالنفس وحب الذات في بعض الأحيان يدل في أغلب الظن أنك تعاني من صعوبات في البناء النفسي لشخصيتك.

لا أريد من خلال استشارات الشبكة الإسلامية أن أشخص أحدا أنه يعاني من اضطرابات في الشخصية، لأن هذا التشخيص له ضوابطه وله معاييره التي يجب أن تتم ومن خلال الفحص الإكلينيكي المباشر، وكذلك إجراء بعض المقاييس النفسية الاختبارية.

أيها الفاضل الكريم نصيحتي لك هي أن تذهب وتقابل مختصا في الصحة النفسية، أنت محتاج لذلك أنت محتاج لمقابلة أو مقابلات مباشرة، محتاج لأن تعبر عن كل ما هو كامن في وجدانك، مشاعرك أفكارك تطلعاتك نجاحاتك إخفاقاتك، كل هذا لا بد أن يتم فحصه بل تشريحه بدقة شديدة، حتى يتم التوصل إلى التشخيص الدقيق.

مما أراه أن شخصيتك بالفعل تحتاج للمزيد من الاستكشاف والتوضيح، أرجو أن لا يكون كلامي هذا مثبطا لك، كلامي هو عين الذي أراه من نصيحة، وهو -إن شاء الله تعالى- يقوم على المهنية وعلى العلمية، والمساندات النفسية المباشرة وجد أنها مفيدة جدا لمن يعانون من صعوبات في البناء النفسي لشخصيتهم.

أخي الكريم، من الواضح أنك تتمتع بقدر عال جدا من الذكاء، لكن الصعوبات التي تواجهها في ذات الوقت أو تتسم بها شخصيتك لم تعط هذا الذكاء، وهذه المقدرات لأن تتطور بالصورة الصحيحة.

عموما إن بدأت في وضع بعض المعالجات وهذا أمر جيد أمر يجب أن نشجعك عليه، أنت الآن بدأت -الحمد لله تعالى- في الالتزام بالصلاة، ونقول لك خطوة خطوة أدخل على نفسيتك وعلى وضعك، وعلى حياتك بكل كلياتها، أدخل عليها كل ما هو إيجابي، وطريق الخير -إن شاء الله- طريق ممهد أنت شاب لديك مقدرات عقلية ونفسية ووجدانية، لديك رجاحة العقل التي تجعلك تميز ما بين الخير والشر، فكن صارما مع ذاتك وحدد أهدافك في الحياة، لأن تحديد الهدف ووضع الآليات التي توصلك إلى الهدف يساعد في إزالة الكثير من الشوائب النفسية، والأهداف تقسم إلى ثلاثة:
-أهداف آنية.
-أهداف متوسطة المدى تتحقق في خلال 6 شهور.
-أهداف بعيدة المدى.

عليك -أيها الفاضل الكريم- بالصحبة الطيبة، الرياضة وجد أنها متنفس عظيم جدا لتحسين الاستيعاب الدراسي والأكاديمي، والراحة النفسية وإزالة الكثير من الشوائب النفسية، الصحبة الطيبة، بر الوالدين وجدناه فتحا عظيما، لذا ننصح به دائما، إن شاء الله تعالى باجتهادك في دراستك وذهابك إلى المختص سوف تجد حلولا كبيرة لصعوبتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات