السلام عليكم.

أنا شاب عمري 29 عاما، أبحث عن زوجة صالحة منذ أكثر من 8 أشهر، ولم أوفق بالزواج حتى الآن، مع العلم أنني قد تقدمت لـ 6 أو 7 فتيات، لكن كل مرة كان يحدث شيء يفشل زواجي، فإما أن توافق الفتاة ويرفض والدها، أو العكس، وقد شاهدت أمي مؤخرا مناما تكرر عدة مرات، وهو أنه (كان هناك سمكة كبيرة على طاولة، وهناك رجل شرير يقف أمام الطاولة، ويمنع أمي من أخذ السمكة وطبخها حتى أنها في آخر منام رمت هذا الشخص بالحجارة لكي يذهب لكن دون فائدة)، فهل هذا المنام يعني أنني مصاب بالعين؟

وإن كان كذلك فماذا علي أن أفعل فقد مللت من الانتظار من أجل الزواج، خصوصا أنني شاب على خلق ودين، ومن عائلة محترمة، ولدي منزل، وحتى الدخان والأرجيلة لا أضعهما في فمي، ومع ذلك لم يتيسر أمر زواجي حتى الآن.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره كما تسير كل شؤون الكون قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال: وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس)، والكيس الفطنة.

الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كانت من نصيبك فسوف تتزوج بها وإن وقفت الدنيا كلها في وجهك، ومن ليست من نصيبك فلن تتمكن من الزواج بها ولو أنفقت كنوز الدنيا.

رزقك سيأتيك بالوقت الذي قدره الله لك، وما عليك إلا العمل بالأسباب والصبر وعدم التضجر من قضاء الله وقدره، بل قابل كل خطوة سلبا أو إيجابا بالحمد والشكر لله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب فإن رزق الله لا يأتي بالمعصية).

احرص أن تكون شريكة حياتك صاحبة دين وخلق، فذلك مفتاح السعادة وأساس بناء البيت المسلم.

قد يتعرض الإنسان أحيانا لنوع من أنواع السحر، وقد يصاب بالعين أو الحسد، ولذلك لا بأس من أن ترقي نفسك أو تعرض نفسك على راق بشرط أن يكون ثقة أمينا.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك من فضله وخزائن ملكه، ولن يردك الله صفر اليدين.

صل صلاة الاستخارة ثم ادع بالدعاء المأثور وامض في البحث عن شريكة حياتك، فالله لن يختار لك إلا ما فيه الخير.

لتفريج همك الزم الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الضوائق كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونعتذر عن تأويل الرؤيا لعدم وجود متخصص حاليا بالموقع.

أسأل الله تعالى أن يعجل لك بالفرج، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعد معها في حياتك، ويرزقك الذرية الصالحة، آمين.