تعيسة، فليس بيني وبين زوجي إلا الجنس الشاذ، فكيف أغير مسار حياتي؟

0 317

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا سيدة تزوجت وعمري 15 سنة، وزوجي كان في عمر 19 سنة، وقد أنجبت منه ثلاثة أطفال، كان حينها يضربني ويهينني، وأنا أتحمل كل ذلك حبا فيه، وصبرا عليه.

زوجي يعاني من رغبات جنسية شاذة بسبب مشاهدة الأفلام، فهو يتمنى رؤيتي مع رجل آخر، ويطلب مني ممارسة الجنس بأوضاع شاذة، مما أدى إلى الطلاق بيننا بعد 8 سنوات زواج.

تزوجت من رجل آخر، ولم أستمر معه، فتم الانفصال، وبسبب ظروف أبنائي وحاجتهم لوجود الأب، رجعت لزوجي السابق.

لقد تغير زوجي من ناحية الشخصية والتعامل، فلم يعد يستعمل الضرب، لكن ناحية الشذوذ ما زال كما كان، وكذلك عدم تحمل المسؤولية، علما أن كلمة الطلاق سهلة بالنسبة له، يمكنه النطق بها في أي وقت، وإن لم ألبي رغباته أخشى أن يطلقني، علما أننا لا نتفق فكريا ولا نفسيا ولا اجتماعيا، فهو شخصية نرجسية، والأنا عنده عالية.

لقد تعبت نفسيا بسبب تورطي في هذا الزواج، وأنا بحاجة للاستقرار، وزوجي لا يحب الأجواء العائلية، وليس بيننا أي تفاهم ولا حوار، إلا الجنس، مما ضيع حقي كأنثى، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما في حياتك من معاناة، أعانك الله وخفف عنك بعض هذه الصعوبات غير القليلة.

ولا شك أن معاملته لك شيء مؤلم، وخاصة في موضوع الضرب والإهانة، ومن ثم ما وصفت من الشذوذ والانحراف الجنسي، عندما وصفت بأنه يتمنى لو يراك مع رجل آخر! والذي أرجو من الله تعالى أن لا يكون قد حصل شيء في هذا الانحراف والشذوذ غير التمني، وهي بحد ذاته شيء معيب وغير قليل.

يبدو أن الله قد أنعم عليك بالطلاق الأول من هذا الرجل، ولعلك ارتحت منه قليلا، إلا أن الظروف الأسرية والاجتماعية اضطرتك للعودة إليه بعد الطلاق من الزوج الثاني، والذي أرجو أن لا تكوني قد عانيت منه الكثير، ومع ذلك فقد وافقت على العودة إليه، ولو سألتنا قبل العودة إليه لكنا وضعنا أمامك كل الاحتمالات، ومنها احتمال أن لا تعودي إليه، وخاصة بعد أن خبرته وتعرف عليه عن قرب، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والآن أنت زوجته مرة ثانية.

لا شك أن الأصل أن نطلب منك أولا الصبر عليه، ومحاولة الإصلاح قدر الإمكان، إلا أن للصبر حدودا كما يقال، وعليك أن تنظري إلى حياتك وحياة أولادك ومدى احتياجاتهم، ولكن في نفس الوقت أن لا تقللي من أهمية راحتك وسعادتك أنت، عن طريق أن تسألي نفسك سؤالا هاما: هل أنا مستعدة للعيش مع هذا الزوج سنتين، خمس سنوات، عشر سنوات...؟ أو الأفضل لي أن أنفصل عنه؟ ولا شك أن هذا قرار لا يستطيع أحد أن يتخذه نيابة عنك، وهو قرارك أنت وليس قرار أحد آخر.

هل وارد عندكم أن تراجعوا استشاري أسري في أحد مراكز الاستشارات النفسية، وربما حضور عدة جلسات للإصلاح أو العلاج الزوجي، أم أن مثل هذا مرفوض كليا من قبل زوجك؟

وربما يفيدك هنا الحديث مع من تثقين به وبخبرته في الحياة من أفراد أسرتك، فأنت في حاجة كبيرة لمن يقف معك في هذه المرحلة الحرجة، وفي أن يعينك على اتخاذ القرار الحكيم، سواء قررت البقاء معه أو الانفصال عنه.

وإذا قررت البقاء، فلا شك أن لك الأجر والثواب، في إسعاد أبنائك، وفي الأمل بإصلاح الزوج، ولكن إن قررت الانفصال والطلاق أو الخلع، فهذا قرارك، وأكيد أنت لن تتخذي هذا القرار بسهولة وعدم الشعور بالمسؤولية.

أعانك الله، وألهمك صواب الرأي والقول والعمل.

مواد ذات صلة

الاستشارات