أحتاج الزواج وأخشى ضياع أولادي.. ما الحل؟

0 240

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا امرأة ذات عيال، أحسنت تربيتهم، وهاجرت بهم بطلب من زوجي دون زوجي حتى تخلى زوجي عني وطلقني. عزمت على أن أسخر حياتي لأبنائي، وأن أجعل منهم بعون الله ومنته علماء لما وهبهم الله من حافظة وذكاء وحرص، لكن حاجتي إلى زوج غلبتني فصرت أخشى أن أضيع وأضيعهم. وجدت زوجا غاية في العلم، ويبدو ذو خلق ودين، ولكن حضانتي لأبنائي عنده تقف حاجزا أمام إتمام الزواج، ماذا أصنع؟ هل أدفع بهم الى أبيهم الذي استفاق من نزوته وعاد حريصا عليهم؟ أم أستمر في مجاهدة نفسي مع صعوبة وضعي وتدهور نفسيتي وشدة حاجتي؟

مع العلم أنهم خمسة قصر، وأنا أواجه الحياة وحدي في بلد غير بلد الأب، وطلاقي من أبيهم طلاق ثالث، وهو ينفق عليهم عندي بسخاء، ويداوم على التواصل معهم، ولكن لست متأكدة من قبولهم الانتقال إليه بعد تخليه سابقا، ولا على قدرته على الحفاظ عليهم.

أشيروا علي بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيرا على حرصك على أبنائك وتضحيتك من أجلهم فأنت أم عظيمة تستحقين هذا اللقب بجدارة، وردا على استشارتك أقول:
أنت الآن بين مصلحتين ومفسدة، أما المصلحة الأولى فهي مصلحتك أنت من الزواج، وأنا أقدر حاجتك لذلك ولا يستطيع أحد أن ينكر عليك فهذه سنة الله، وبين مصلحة أبنائك في بقائك معهم، والمفسدة التي ستحل عليهم في حال مفارقتهم، فحاجتك شخصية وخاصة، وحاجة الأبناء والمفسدة التي ستحل على أبنائك عامة، وهنا يقول العلماء الحاجة العامة مقدمة على الخاصة، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فبقاؤك مع أبنائك لا يعني أنك لن تحصلي على زوج، أو لن يتقدم لك فهذا الأمر بيد الله ويسير وفق قضاء الله وقدره.

وما يدريك أنك إن أرجعت الأبناء لأبيهم أنك ستتزوجين فلربما حدثت عراقيل تحول دون ذلك، وحينئذ ستندمين أشد الندم على فراقك أبنائك فإن كان الله قد قدر لك أن تتزوجي، فسيكون ذلك مع بقاء أبنائك تحت يدك، ولعل الله صرف ذلك الرجل وجعله يشترط عليك ترك الأبناء كونه ليس من نصيبك، وما عليك سوى الصبر قليلا، مع الإكثار من الصوم، والتضرع بين يدي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، ويرضى ببقاء الأبناء معك، وإن علم الله صدق نيتك، وحرصك على الأبناء وعلى إحسان تربيتهم، فكوني على يقين أن الله لن يضيعك أبدا.

نصيحتي لك بالصبر فالصبر عاقبته حميدة وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الضوائق وغفران الذنوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك)، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب} نسعد كثيرا بتواصلك، ولعلك بعد أيام ترين ما يسرك.

وأسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمنين ويصرف عنك كل سوء ومكروه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات