السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من كآبة وقلق، ولا أرغب في التنزه مع الأهل، وأحس أن الحياة مملة، مع العلم أنني أستخدم السيروكسات 20 حبة قبل النوم مع الفافرين 100 حبة قبل النوم، والسوليان 50 نصف حبة صباحا ومساء لعلاج بعض المخاوف والقلق.
بالنسبة للسيروكسات فأنا أستخدمه منذ عشر سنوات تقريبا، أما الفافرين والسوليان فقد وصفتهما لي الطبيبة منذ شهرين تقريبا، أحسست براحة من القلق والخوف بعد إضافتهما إلى السيروكسات، ولكن الكآبة ما زالت موجودة بسبب أنني أعاني من بعض المخاوف كالخروج مع الأهل والأبناء إلى أماكن بعيدة، وأخشى من نوبات الهلع التي قد تنتابني وأنا معهم، وهذا سبب لي حزنا وكآبة؛ لأنني أريد أن أسعدهم وأذهب بهم في نزهة كل أسبوع، ولا أستطيع أو لا أريد أن أتعرض لهذه المواقف.
أرجو منكم مساعدتي، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح أنك تعاني من مصاعب في الشخصية، متمثلة في عدم الرغبة بالتنزه، والصعوبة في الخروج خارج المنزل، وتمضية وقت مع العائلة، فبعض الناس بطبعهم لا يحبون الخروج كثيرا، أو يشعرون بقلق واكتئاب عند الخروج، وهذا ما حصل لك ولكنك طبعا تريد أن تخرج مع أطفالك وأسرتك؛ لأنهم يريدون التنزه والخروج.
استمرارك في الزيروكسات لمدة 10 سنين فترة طويلة جدا وأرى أنه آن الأوان للتخلص من الزيروكسات تدريجيا؛ لأن 10 سنوات فترة طويلة جدا، يجب تخفيض الجرعة ببطء شديد حتى يتم التوقف نهائيا في فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، ومن هنا يمكن الاستعاضة بالفافرين والسوليان، خفض الزيروكسات بالتدريج وأدخل الفافرين والسوليان، الفافرين ينتمي إلى نفس فصيلة الزيروكسات وهي أس أس أر أيز وهي مضادة للاكتئاب والقلق والتوتر.
أما السوليان فهو أساسا مضاد للذهان، ولكن بجرعة صغيرة مثل 50 مليجرام مرتين في اليوم كما ذكرت نصف حبة صباحا ونص حبة مساء يعتبر مضادا للقلق، وبالذات القلق المصحوب بآلام في المعدة، أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
ولكن -يا أخي الكريم- أرى أنه لكي تتخلص من هذا القلق والتوتر عند الخروج ونوبات الهلع لا بد من التواصل مع معالج نفسي؛ ليقوم بمساعدتك من خلال جلسات نفسية منتظمة أسبوعيا لكي تتعلم مهارات محددة وتقوم بواجبات محددة تعتبر علاجا سلوكيا في حياتك لكي تتخلص من هذه الأشياء، الحبوب وحدها ليست كفاية وقد جربتها لفترة طويلة، ولكن ما زالت المعاناة مستمرة فلتجرب شيئا آخر -يا أخي- الآن وهو متمثل في العلاجات السلوكية والمعرفية، وقد أثبتت كل الدراسات أن الجمع بين العلاج السلوكي والأدوية أفضل في القلق والتوتر والرهاب الناتج، إما لمشاكل الشخصية أو حتى إن كان لمرض لوحده، الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لحاله.
وفقك الله، وسدد خطاك.