هل أنا أعاني فعلا من اضطراب الشخصية الحدية؟ وما هي تطورات هذه الحالة؟

0 212

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، عمري 16 سنة، أعاني من خوف مفاجئ مشابه لنوبة الهلع، أتوتر وأنفعل كثيرا في مواقف لا تستدعي كل ذلك، ثقتي بنفسي مهزوزة، وفي بعض الأحيان أجهل ذاتي.

فقد تعرضت في فترة الطفولة لنبذ جراء انحراف في السلوك وغرابة في التصرفات، فبعد النبذ الذي حصل لي أصبحت خجولة ومتوترة وأفضل العزلة، وعلاقتي بأمي شبه معدومة، حيث كنت مسؤولة عن نفسي تقريبا، وأميل لكره عائلتي ونبذهم، وأشعر بكراهيتهم نحوي فقط في فترة الطفولة.

بدأت أعراض المرض وعمري 12 سنة، أصبحت أعيش في أوهام وخيالات، وأكثر ما أتخيله هو أني أكون محبوبة في الخيال الذي أصنعه، ولم ينفصل عني شعور بأني لست بالواقع إلا في حالة وجودي مع الأشخاص اللذين من حولي، ولمدة 6 شهور أو سنة عشت على أني شخص عنده قدرات عقلية عالية، وعمره 6 سنوات، وأنا في الأصل عمري 12 سنة، واتخذت لهذه الشخصية شكلا وهيئة وكل شيء، ولكن انقطع هذا الخيال، ورجع إلي الواقع الذي أكون فيه أنا هو أنا.

ولا زلت أعاني من هذه الخيالات، أفقد السيطرة عليها، بمعنى أني لا أستطيع الإقلاع عنها، و تؤثر سلبا على مستواي الدراسي، فبمجرد إني أكون وحدي تنتابني تلك الخيالات، ويكون فيها أشخاصا أعرف بعضهم، أراهم وأشعر بهم، وأتحدث معهم، ويكون تواصلي معهم حقيقي للحد الذي أشعر أني فقدت عقلي.

علاقاتي غير مستقرة، مشاعري تجاه الأشخاص غير مستقرة، وغالبا أتلاعب بمشاعر من حولي، وغالبا ما أكون العلاقات حتى أشعر بقيمة ذاتي، ويحيطني الاهتمام، حيث أني فقدت علاقات كثيرة بسبب لاشيء، أحيانا في فترة أكون في حالة اكتئاب حيث أفقد من وزني وشهيتي للأكل، وينتابني شعور بالنقص في الثقة والقدرات، وفي بعض الأحيان أكون في حالة مبهجة، ويتملكني جنون العظمة وحب الذات، أجهل ميولي الجنسية، وكل ما يخص ذاتي في أحيان يتضح لي، وفي أحيان لا أعرفه.

عرضت حالتي على دكتورة نفسية، وقالت لي: بأن لدي اضطراب الشخصية الحدية، وسؤالي هو: هل إن كنت أعاني من هذا الاضطراب فعلا من الممكن تتفاقم المشكلة في حال عدم مراجعة الدكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البنت الكريمة: مما لا شك فيه أنك مررت بطفولة مضطربة، علاقات متوترة مع الوالدة، أو كما قلت شبه معدومة، مع عدم إحساس بالأمان، وصرت منعزلة من محيطك، لا علاقات لك مع أهلك، لا صديقات لك، نوبات خوف وهلع وانعزال اجتماعي وتوتر، كل هذا نتج عنه هذا السلوك التعويضي، النزوح إلى الخيال، وإنشاء علاقات في خيالك مع شخصيات تصنعينها أنت كتعويض ما تفقدينه في الحقيقة، وطبعا هذا لا يدوم، ولذلك يحصل التأرجح من الاكتئاب، والإحساس بالعظمة إلى الأعراض الأخرى.

إذا المحصلة مشاكل في الشخصية، ومشاكل في العلاقة مع الآخر، أثر على دراستك، لا يمكننا أن نقول أنه اضطراب شخصية، لأنه عادة لا يشخص اضطراب الشخصية إلا بعد مرور 18 سنة، لأنه حتى في هذا السن حتى يبلغ الشخص 18 ما يزال في مرحلة تكوين الشخصية.

ولا تنسي -يا ابنتي العزيزة- مرحلة المراهقة؛ فهي أيضا مرحلة مضطربة، حتى عند البنات العاديات أو الأولاد العاديين، يمرون بلحظات من التردد والانفعالات العاطفية مع اضطراب العلاقة مع الوالدين أو مع الأقران، ويميلون إلى الصحبة والعلاقة الوطيدة مع الأقران، وكل هذه العوامل اجتمعت لديك، مما أثر في طفولتك، وما زلت تمرين في مرحلة المراهقة فقد أثر هذا على دراستك، وتحتاجين إلى لعلاج نفسي، علاج ليس بالحبوب، ولكن علاج بالجلسات النفسية، تحتاجين إلى شخص معالج نفسي يقودك من خلال الجلسات والعلاج النفسي للخروج من هذا الوهم الذين تعيشينه، وإرجاعك للحقيقة بالتدرج الطبيعي حتى يحصل التوازن النفسي المطلوب، فلتراجعي الطبيبة لتواصلين معها عمل هذه الجلسات.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات