السؤال
السلام عليكم
أكلم نفسي منذ الصغر، وأتخيل حياة أخرى، وأشعر بالراحة فيها، وما زالت تلك الحالة تلازمني رغم أن عمري ٢١ عاما.
كما أنني مهووسة ببعض الأشياء، فقد كنت مهووسة بالأجنبي، ثم الهندي، والآن الروايات، ولا أستطيع أن أفعل أي شيء قبل إنهاء الرواية، وإذا كان لدي امتحان؛ فأنا أقرأ في اليوم بمعدل ٣ روايات، ولا أستطيع منع نفسي، ولا أطيق المذاكرة، علما بأنني أدرس في كلية الطب، وأنجح بصعوبة، وأهلي لا يوافقون على ذهابي إلى الطبيب النفسي، وأخشى أن أتكلم بصوت عال وأنا في الشارع، فيعتقد الناس بأنني مجنونة.
هل حقا هناك ما يمنعني عن التوقف، وما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم.
الفكر الإنساني كثيرا ما يكون متشعبا ومتقدا، والإنسان قد يحلم في حالة النوم وكذلك في حالة اليقظة، ومثل هذا التوسع في الأفكار التي تحدثت عنها، والهوس في قراءة الروايات الأجنبية وخلافه هي ظاهرة معروفة، وقد تبدأ من الصغر، وإذا لم يضع الإنسان لها حدودا في سن اليفاعة ومرحلة البلوغ قد تستمر هذه الحالة، وأتفق معك أنها معيقة، لأنها تعطل الكثير من إمكانات الإنسان الفكرية، وفي ذات الوقت تكون مضيعة للوقت.
بعض علماء النفس يعتبرونها نوعا من الطيف الوسواسي، وأفضل طرق علاجها أن يتفهم الإنسان ما هو فيه من خلل، الإنسان وهبه الله تعالى العقل والبصيرة والارتباط بالواقع لكي يميز، ومثلك إنسانة محترمة وشابة لك طاقات كثيرة وطالبة في كلية الطب، لابد أن تحقري هذا المنهج، ولابد أن تضعي لنفسك الكوابح، الحياة فيها ما هو أفضل وما هو أجمل وما هو أهم، وأنا أنصحك:
- أولا: أن تحرصي على صلواتك في وقتها، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، وعليك بأذكار الصباح والمساء؛ فهذه مهمة، مهمة جدا للتقليل من شأفة أحلام اليقظة المفرطة والمضيعة للوقت.
- ثانيا: ممارسة الرياضة أيضا مهمة جدا، فعليك بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية يكون متيسرا بالنسبة لك كفتاة مسلمة.
- الأمر الثالث هو: الانضباط فيما يتعلق بإدارة الوقت، لابد أن تضعي أوقاتا تحددي فيها نوعية نشاطك وتلزمي نفسك بذلك، أوقاتا للنوم، وأوقاتا للراحة، وأوقاتا للعبادة، وأوقاتا للدراسة، وأوقاتا لمشاهدة أو قراءة هذه الروايات، وتقلصي الوقت المتاح لها تدريجيا حتى تتخلصي منها.
- رابعا: سيكون من الضروري جدا بالنسبة لك أن تعودي نفسك على الدراسة الجماعية، الدراسة مع زميلاتك سوف تتيح لك فرصة كبيرة جدا للمزيد من التركيز وصرف الانتباه عن أحلام اليقظة هذه.
وبما أنك طالبة في كلية الطب أرجو أن تذهبي إلى قسم الطب النفسي، أنا متأكد أن الأساتذة هنالك إذا تحدثت مع أحدهم سوف يساعدك كثيرا، ونمط الإرشادات التي ذكرتها لك هو النمط العلاجي الصحيح، ووجد أن الأدوية المضادة للوساوس مثل الـ (فافرين) أيضا قد تساعد، تساعد كثيرا، فأرجو أن تأخذي المنظومة العلاجية متكاملة، ما ذكرته لك من إرشاد، وفي ذات الوقت إذا اقتنعت بتناول الفافرين أو إذا وصف لك الطبيب أي دواء آخر فهذا أفضل بالنسبة لك.
جرعة الفافرين بسيطة جدا، خمسين مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعليها مائة مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، والدواء سليم وغير إدماني، وليس له أي آثار سلبية على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.