حامل وأعاني من آلام شديدة في أسفل الظهر، فهل لها تأثير على حملي؟

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

حامل في الشهر التاسع، ومنذ الشهر الثاني أو الثالث للحمل وأنا أعاني من ألم شديد في أسفل الظهر من الناحية اليسرى، يأتي فجأة، وخصوصا عند الاستلقاء على الظهر، حيث لا أستطيع التحرك أو التقلب أو رفع الجسم إلا بمعاناة شديدة جدا، وحتى أثناء الكشف النسائي لا أستطيع الاستلقاء على الظهر أكثر من 5 دقائق وإلا شعرت بالألم.

قبل شهر أجريت تحاليل حمل دورية، وسألتني الطبيبة ما إذا كنت أشعر بحرقة بالبول، وأخبرتها أنها ليست مستمرة، وطلبت مزرعة للبول بعد التحليل بأسبوعين، وكانت النتيجة سليمة.

علما بأنني أصبحت منذ أسبوعين أعاني من مشكلة في البول، فمرة يكون طبيعيا، والمرة الأخرى ينزل متقطعا، ولي شهر ونصف وأنا أعاني من ألم شديد في المثانة، وهو عبارة عن نغزات قوية لا أستطيع بسببها أن أصلب طولي، ولا تخف هذه النغزات حتى أستلقي على أحد جانبي، فما سبب ما أعاني منه؟ وهل ألم الظهر سيؤثر على ولادتي؟ وما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإن ما تشكين منه -يا ابنتي- ناتج عن انضغاط الأعصاب في أسفل الظهر، وهذا كثير الحدوث خلال الحمل وخارجه، ولكن بالنسبة للحمل فإن هنالك بعض العوامل التي تزيد من شدة الضغط، منها:

- كبر حجم الرحم.
- وضغط رأس الجنين على أسفل الحوض.
- وزيادة وزن الجسم.
- وحبس السوائل.
- والتغيرات الهرمونية.
- وارتخاء الأربطة وغير ذلك.

كل ذلك يؤدي إلى حدوث تغير في مركز ثقل الجسم، مما يسبب حدوث تشنج في عضلات الإلية والظهر والحوض، وبالتالي حدوث الضغط بشكل متزايد على الأعصاب.

وفي كل الأحوال فالحالة تعتبر سليمة، ولن تؤثر على الولادة، وستشفى تلقائيا -إن شاء الله-.

إن اتباع بعض التعليمات سيساعد في تخفيف وتسريع شفاء الحالة:

1- الانتباه لعدم حدوث زيادة كبيرة أو سريعة في الوزن، لأن زيادة الوزن أكثر من المطلوب، أو حدوثها بشكل مفاجئ في الحمل يساهم في زيادة شدة الحالة، وفي عدم استجابتها للعلاج.

2- تفادي البقاء في نفس الوضعية، وتفادي اللجوء إلى الراحة التامة، ومن الأفضل الاستمرار في ممارسة النشاط اليومي المعتاد، حتى لو رافقه بعض الألم المحتمل، ولكن يجب الابتعاد عن أي نشاط يثير الألم الشديد.

3- الانتباه إلى وضعية الجسم دائما، فعند الجلوس والنوم مثلا يفضل وضع وسادة خلف الظهر، ويجب النوم على أحد الجانبين، وعلى فراش صلب، مع وضع وسادة بين الساقين وبين الركبتين لتخفيف الشد على الأربطة الحوضية، كما يجب الانتباه عند الانحناء لالتقاط الأشياء عن الأرض، فيجب أن يتم ذلك عن طريق ثني الساقين مع بقاء الجذع بشكل مستقيم ومتعامد معها، وتقريب الجسم المراد التقاطه إلى ناحية الجسم قدر الإمكان.

4- لبس سراويل واسعة وملابس فضفاضة، والحرص على أن تكون الأحذية ذات كعب منخفض وعريض.

5- يمكن تطبيق الكمادات الحارة على مناطق الألم، ويمكن اللجوء إلى عمل تدليك على مناطق الألم ولكن بلطف وبيد خبيرة لديها ترخيص بذلك.

6- هنالك أحزمة خاصة تسمى: SACRAL BELT قد تكون مفيدة للحوامل في بعض الحالات، لأنها تساعد في رفع ثقل البطن ودعم الظهر، وستجدينها في الصيدليات الكبيرة.

7- ويمكن تناول المسكنات عند الحاجة، حبتين من نوع (باراسيتامول) عيار 500 ملغ، فهذا النوع آمن في كل مراحل الحمل -بإذن الله تعالى-.

إن ما نسبته 50٪ من الحالات تخف أو تشفى في خلال 10 أيام، و75٪ في خلال شهرين إلى ثلاثة -إن شاء الله-، ولا يمكن التنبؤ بالمدة التي ستحتاجها الحالة عندك حتى تشفى، ولكن الولادة، والتخلص من السوائل المحتبسة، ونزول الوزن، كل ذلك سيسرع في الشفاء -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة للالتهابات البولية: فإنها لا تسبب مثل هذا النوع من الألم، ولكنها قد تسبب الألم في الخاصرتين أو أسفل البطن، وكنوع من الاحتياط، فإنه يجب عمل تحليل روتيني وآخر زراعة للبول؛ للتأكد من عدم وجود أي التهاب، فإن تأكد عدم وجود التهابات بولية فإن سبب تقطع البول الغير مستمر مع الألم والنغز في المثانة هو ضغط رأس الجنين على جدار المثانة، لذلك فهو يخف عند الاستلقاء على أحد جانبيك، وهذا أمر يحدث كثيرا خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل، وسيزول أيضا بعد الولادة -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات