السؤال
السلام عليكم وررحمة الله وبركاته
أشكركم على جهودكم الرائعة في هذا الموقع، وأتمنى الرد بأقصى سرعة -جزاكم الله خيرا-.
حامل في الأسبوع 36، وهذا حملي الأول، وقمت بأخذ أقراص فيتامين (د) جرعة 50000 على مدى الأسبوعين 34 - 35 دون استشارة الطبيب، ودون عمل التحاليل، وعند زيارتي للطبيب أخبرته بأمر الأقراص، فقال بأنه ممنوع ولا يجوز للحامل أخذ هذه الجرعة، وأنه -لا قدر الله- يمكن أن يؤدي تناولها إلى نتائج غير مرغوبة، وأنا اليوم مرتبكة وخائفة ومتوكلة على الله، وراضية بما يكتبه لي، ولكنني أود الاطمئنان على حالتي، وأنا أثق بموقعكم كل الثقة فهل ما فعلته يعتبر خطأ كبيرا؟
الرجاء الرد، ولكم جزيل الشكر والتقدير جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الغالية: فيتامين (د) يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم للحفاظ على صحة وسلامة العظام والأسنان، وقد يساعد على مكافحة العدوى والالتهاب، حتى أنه يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات والسكري والتصلب العصبي المتعدد.
وهو يتكون في الجسم استجابة لأشعة الشمس المباشرة، حيث أن التعرض لأشعة الشمس 10 إلى 15 دقيقة في الأيام المشمسة مرتين أو ثلاث مرات باليوم تعتبر كافية لأصحاب البشرة البيضاء، أما أصحاب البشرة الداكنة فيحتاجون إلى فترة أطول للحصول على احتياجاتهم.
ويمكن الحصول عليه من الأطعمة والمشروبات التي نتناولها، وتتضمن المصادر الجيدة لفيتامين (د) من المواد الغذائية: الأسماك الزيتية، مثل: السلمون، والسردين، والأطعمة المدعمة بفيتامين (د) مثل: السمن، وبعض أنواع حبوب الإفطار مثل الكورن فلكس، ويتوفر في اللحوم الحمراء، وصفار البيض.
أختي الغالية: أثناء الحمل والرضاعة يوصى بأخذ مكملات غذائية تحتوي على 15مايكروغرام من فيتامين (د)، والحد الأعلى 100 مايكروغرام باليوم، ما يعادل 1500 إلى 2000 وحدة دولية، ومعظم فيتامينات الحمل تحتوي على فيتامين (د)، والفيتامينات المتنوعة المخصصة للحمل، وهي تعتبر كافية.
الكبسولات متعددة الفيتامينات في العادة تحتوي على جرعة فيتامين (د) 200 إلى 400 وحدة دولية، أو 5 إلى 10 مايكروغرام.
تناول الجرعات الموصى بها يعتبر آمنا، وهو لا يسبب أعراضا جانبية، و 1250مايكروغرام تعادل 50000 وحدة في حالات العوز في بعض المناطق، ويوصى بتناول حبة كل أسبوع بعد معايرة الفيتامين، وحساب العوز من طبيب الداخلية.
إلا أن تناوله يوميا لمدة طويلة ينتج عنه تسمم واضح بعد شهور، وهو في الحمل؛ يسبب فرط كالسوم الدم، وزيادة حساسية الجنين، وتأثير فيتامين (د) يؤدي إلى تخلف عقلي وتشوهات في الوجه، وتشتمل أعراض زيادة الجرعة على الضعف، والإرهاق، والنعاس، والصداع، وفقدان الشهية، وجفاف الفم، والقيئ، والغثيان، والطعم المعدني بالفم، وهذه الكميات العالية من فيتامين (د) ترفع من مستويات الكالسيوم، والفوسفات، وترسب الكالسيوم في الأنسجة اللينة مثل: الكلى، والقلب، والرئتين، وغشاء الطبل، ويمكن أن تسبب الصمم وحصوات الكلى، والتكيس في جدر الشرايين.
أختي الغالية: أحببت أن أوضح لك الموضوع من أكثر من جانب، لا يجوز استخدام الأدوية حتى ولو كانت فيتامينات دون استشارة طبيب مختص، وضبط الجرعة، إلا أنك قد أخذت الدواء فترة غير طويلة نسبيا، وفي آخر الحمل -إن شاء الله- لا يوجد عقابيل لك وللجنين، ولكن أنصحك أختي باستشارة طبيب داخلية ومعايرة كمية فيتامين (د).
عافاك الله أختي الفاضلة، وسدد خطاك، وغفر لنا ولك.