السؤال
السلام عليكم.
كنت على علاقة مع شاب، وأنا ندمت أشد الندم على تلك العلاقة، حيث صار فيها بعض التجاوزات وتبت إلى الله، ثم تعرفت على شاب آخر، ونحن على وشك الخطوبة، وأنا أحبه كثيرا، لكنه عرف عن الماضي، وطلب مني إخباره عن تلك التجاوزات، فهل أخبره عن التفاصيل؟ لا أريد أن أخسره، وأخشى لو أخبرته أن يكرهني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يصلح شأنكم، وما جاء في الاستشارة يمكن أن نشير عليك بالآتي:
1- كان الأولى أن لا يعلم بما كان من الماضي من المعاصي، لأن المسلمة مأمورة شرعا بالستر، والكتمان عما حدث، فعلى ذلك لا ينبغي أن تخبري هذا الخاطب عما حصل منك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه.
2- وكونه قد علم بما حدث إجمالا، فالذي عليك الآن أن لا تخبريه بأي تفاصيل، لأن في إخباره فيها عدة مفاسد.
منها: إن ذلك لا يجوز فهو مخالف لما أمر الله به من الستر.
ومنها : إن الحديث عن الماضي بعد التوبة يعد من العبث واللغو، لأن من تاب من ذنبه كان كمن لا ذنب له.
ومنها: إن الدخول في التفاصيل إغراء له ولك للوقوع في الحرام، ويريد أن يذكرك بالماضي، حتى يسهل عليك العودة إليه.
ومنها : أن بمعرفته بتلك المعلومات يخشى أن يكون وسيلة للابتزاز لك بأن يحملك على المعصية وإلا فضحك.
ومنها: أن ذلك مدعاة للكراهية كما قلت، هذا إذا قلنا فعلا أنه يحبك، والحقيقة أنه لا يحبك لأن من علامات الحب أن لا يسأل عن الماضي، بل ينبغي أن يطلب منك إخفاء ذلك وعدم البوح به.
ومنها: إنه لو حصل زواج بينكما فلعل تلك التفاصيل عن الماضي أن تكون سببا في المشاكل، وقد تستخدم في التعيير لك.
3- نحب أن تكوني صريحة وصادقة مع نفسك، وأن تحافظي على مشروع حياتك، وأن تتركي اللقاءات مع هذا الشاب، وأعلمي أن العلاقة معه محرمة، ولا ينبغي التحدث معه إلا بعد الخطبة الشرعية إذا تبين أن هذا متدين وحسن الخلق، يكون الحديث معه بعد الخطبة في أمور ترتيب الزواج فقط، وإذا كان لا بد من لقاء معه فيكون بحضور أحد محارمك.
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.