أحس أن قلبي سيخرج من مكانه من شدة الخفقان!

0 149

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الخامسة والعشرين من العمر، عشت حياة -ولله الحمد- جميلة ملؤها الضحك والفرح السرور.

تزوجت -ولله الحمد- منذ شهرين تقريبا وانطلقت حياتي الجديدة في منزل لوحدي في بلد جديد ( تركيا ) بعيدا عن أهلي الذين عشت معهم طوال عمري تقريبا في المدينة المنورة ( اللهم اكتب لي العودة إليها).

منذ شهر ونصف انقلبت حياتي رأسا على عقب، بدأت تأتيني حالات غريبة لا أعرف وصفها، رجفة بعض الشيء، واضطراب في النظر، وإحساس بأن المشهد الذي أراه الآن سبق ورأيته بكل تفاصيله، وخفقان في القلب، أكاد أحس أن قلبي سيخرج من مكانه من شدة الخفقان، ودوخة، وإحساس بخوف شديد لدرجة لا توصف ( والعياذ بالله )، وإحساس باقتراب الموت حتى أني صرت أنطق الشهادتين وأستغفر الله، وكأني موقن أن هذا أجلي قد حان، وهذه الفكرة مسيطرة علي لدرجة مخيفة، حيث إني يوميا أستيقظ وأسأل نفسي، هل سأموت اليوم؟ وعندما أنام أسأل نفسي، هل سوف أستيقظ أم أن الله سيقبض روحي؟

هذه الحالة أتتني أول مرة منذ ما يقارب الثلاث سنوات مرة واحدة، وذهبت ولم تعد ونسيتها، ولم ألق لها بالا، ولكن الآن أحس بها بكثرة لدرجة أني أحس بها وتأتيني كل يوم تقريبا بدرجات متفاوتة أحيانا شديدة جدا، وأحيانا خفيفة، وحالة أني أشاهد الحدث أو المشهد وكأني عشته أو سمعته من قبل تأتيني كل يوم عدة مرات.

صرت أتخيل أني سوف أموت، أصبحت لا أطيق الجلوس في المنزل وحيدا خوفا من أن يصيبني مكروه وأنا وحدي، أعاني من الأرق والصعوبة في النوم، واضطراب في الهضم، إمساك أحيانا، وإسهال أحيانا.

أحيانا كثيرة تأتيني بعض النغزات في القلب، وضيق في الصدر، وأحيانا أتحسس نبض قلبي وأقول هل سيتوقف الآن؟ هل ستصيبني جلطة أو سكتة؟

تعبت جدا من هذه الحالة التي لها ما يقارب الشهر والنصف تلازمني، ولا أدري ما الحل؟ حتى أني أهملت بيتي وعملي وزوجتي -التي كما أسلفت لم ينقض سوى شهران على زواجنا- حتى أني صرت أحاول تجنب الجماع أو أحاول قضاءه بأسرع وقت ممكن خوفا من الاجهاد، أو أن يصيبني شيء وأنا في حالة الجماع، فأثر هذا الشيء سلبيا على علاقتي بزوجتي، وعلاقتي بنفسي أيضا.

أرجو أن يكون شرحي لحالتي مفهوما، وأرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية، وكل عام وأنتم بخير.

شرحك واضح وواف جدا، وأتمنى أن تكون إجابتنا مفيدة لك.

أخي الكريم: حياتك كانت جميلة وسوف تظل جميلة -إن شاء الله تعالى-، وما حدث لك هو نوع من القلق النفسي الذي تحول إلى نوبات هرع أو ما يعرف بنوبات الفزع، وهي بالفعل حالة نفسية مفزعة لأصحابها، وإن لم تكن خطيرة.

إذا تشخيص حالتك هي حالة قلق المخاوف التي تعرف بنوبات الفزع، وتسارع ضربات القلب والشعور بالنغزات في الصدر: هذا كله ناتج من التوتر النفسي، وكذلك الشعور بالضيق في الصدر.

أيها الفاضل الكريم: تفهمك للحالة أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا في أن لا تشغل نفسك بها كثيرا، وأرجو أن تتجاهلها، وعلاجك يتمثل في: التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة باستمرار، وكذلك ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدريجي، وكذلك تمارين قبض العضلات ثم بسطها وإطلاقها، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن تطلع عليها، وتطبق ما ورد بها من إرشاد، فهي مفيدة جدا بالنسبة للذين جربوها.

بقي أن أقول لك أنك محتاج لعلاج دوائي، هنالك أدوية فعالة جدا، الدواء الذي أراه مناسبا لحالتك هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (زولفت)، ويسمى تجاريا باسم آخر (لسترال)، وربما تجده في تركيا تحت مسمى تجاري آخر، واسمه العلمي (سيرترالين)، والجرعة بسيطة كما ذكرت لك، تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – استمر على هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميا، تناولها ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين بهذه الجرعة الصغيرة أعتقد أنه سوف يكون كافيا بالنسبة لك، علما بأن الجرعة القصوى هي أربع حبات في اليوم، لكنك لا تحتاج لأكثر من حبة واحدة.

وأريديك أن تدعم السيرترالين بدواء آخر يعرف باسم (سلبرايد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل)، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا، قوة الكبسولة هي خمسين مليجراما، تناوله لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذه الأدوية أدوية فاعلة، سليمة، ممتازة، السيرترالين أحد آثاره الجانبية أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلا، كما أنه ربما يؤدي إلى نوع من التأخر في القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر أبدا على الصحة الإنجابية أو الذكورية للرجل.

أتمنى – أيها الفاضل الكريم – أن تكون الأمور اتضحت بالنسبة لك، وأسأل الله لك حياة سعيدة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات