هل الاستمرار على دواء الغدة الدرقية يؤدي إلى نشاطها؟

0 260

السؤال

السلام عليكم

زوجتي كانت حاملا وأجهضت بالشهر الخامس، علما بأنها قبل الحمل كانت تعاني من خمول الغدة الدرقية بشكل بسيط وارتفاع في هرمون الحليب، وأخذت العلاج -والحمد لله- تم الحمل بفضل من الله.

في الشهر الرابع تعرضت لموقف مفجع أرعبها نوعا ما، فبعد تعرضها للموقف المفجع، -وهو قطة قفزت عليها أثناء صعود زوجتي على الدرج- في اليوم الثاني أصيبت بتقلصات شديدة، ذهبنا للمستشفى، وتم الكشف النسائي، وقالوا إن الرحم مقفل، ربما يكون الألم هذا ناتجا عن تمدد الرحم.

أخذت دواء باسكوبان لمدة أسبوع وخف الألم، وبعد أسبوعين حدث جماع لأكثر من مرة في الأسبوع في الأغلب مرتين بدون واقي.

في بداية الشهر الخامس رجعت نفس التقلصات، وذهبنا للمستشفى وكشفوا أيضا كشفا نسائيا وقالوا أيضا إن الرحم مقفل، وفي نفس اليوم في الليل جاءها ألم طلق قوي جدا نزفت دم وأخذتها للمستشفى وقالوا إجهاض.

علما أن النبض باق موجود، لكن للأسف أنزلت ماء الجنين ونزل الجنين، -والحمد لله- على كل حال، الآن عندي عدة أسئلة:
ما سبب الإجهاض المتأخر؟ علما بأن معدل الغدة الدرقية لم يصل إلى٤ تقريبا كان قبل الإجهاض٣.٤٧ وكانت زوجتي تستخدم دواء الثايروكسين بقوة ٢٥.

علما بأنها كانت تتوقف عن استخدام الدواء كل ما وصل تحليل الغدة إلى٢، وكنا نعمل تشييك كل شهرين الغدة إذا وصل ٤ تأخذ نفس الجرعة لمدة ٣ أسابيع وتتركه، هل المعدل المذكور يسبب إجهاضا متأخرا؟

السؤال الثاني: هل الاستمرار على دواء الغدة طوال العمر ممكن أن يؤدي من كسل الغدة الدرقية إلى نشاطها؟

يعني لو زوجتي استمرت على دواء الثايروكسبن 25 طوال فترة الحمل، هل ممكن أن يتحول الكسل إلى نشاط زائد؟

السؤال الثالث: بعد الإجهاض قامت بتنظيف الرحم واستمر نزول الدم تقريبا ما يقارب ١٢يوما متقطعا أحيانا، علما بأن تاريخ الإجهاض كان قبل شهر وخمسة أيام من الآن.

قبل ٤ أيام عملنا تحليل دم، وكانت سلبية، وآلام البطن والظهر موجودة، ولكن لم تنزل الدورة الشهرية ما السبب برأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضكم الله عز وجل بكل خير وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

بالنسبة لسؤالك الأول: إن ما حدث عندك زوجتك يعتبر( ولادة مبكرة )، وفي غالبية الحالات لا نستطيع التوصل للسبب الذي أدى للولادة المبكرة, لكن من تسلسل الأحداث التي ذكرتها في رسالتك, فيبدو بأن عضلة الرحم لدى زوجتك حساسة وتثار بسهولة, كما يبدو بأن لديها أيضا ضعفا في عضلة عنق الرحم, مما يجعله يستجيب بسرعة عند حدوث التقلصات فيتسع وتكشف الأغشية المحيطة بالجنين, ويسهل حدوث الالتهابات فيها, وهذه الالتهابات تزيد من حساسية الرحم.

في الحالات التي تشعر السيدة الحامل فيها بتقلصات في البطن لأي سبب كان فإننا ننصحها بتفادي الجماع, أو أن يتم استخدام الواقي الذكري خلاله, حتى لا يتم دخول السائل المنوي إلى المهبل, ذلك أن السائل المنوي يحوي على مادة كيميائية تشبه المادة التي تستخدم في الطلق الصناعي, لكن بكميات بسيطة جدا, فإذا كان رحم السيدة حساسا ويثار بسهولة, فإن هذه المادة حتى بكميتها البسيطة, يمكن أن تسبب تقلصات فيه, وهذه التقلصات تؤدي إلى حدوث ليونة وتوسع في عنق الرحم , ومع تكرار ذلك, سيتوسع عنق الرحم بالتدريج, وتحدث الولادة مبكرا أو يتمزق كيس الجنين ويتسرب السائل الأمنيوسي للخارج.

بالنسبة للسؤال الثاني: فمن الخطأ إيقاف حبوب (الثيروكسين) حتى لو أصبح تحليل الغدة الدرقية طبيعيا, ويجب تناول هذه الحبوب بانتظام ويوميا, مع متابعة عن طريق عمل تحليل للهرمون كل 6- 8 أسابيع , فهذه الحبوب ستعوض عن الهرمون الناقص في الجسم, وبعد إيقافها سيبقى التحليل طبيعيا لبضعة أسابيع, لكن هذا لا يعني بأن الغدة الدرقية قد استعادت نشاطها, فالنقص أو القصور سيعود كما كان بعد ترك العلاج بفترة, والثيروكسين بالجرعة الصحيحة لا يؤدي إلى فرط أو زيادة في نشاط الغدة.

بالنسبة للسؤال الثالث: قد تتأخر الدورة الشهرية بعد الإجهاض والولادة المبكرة, وما حدث عند زوجتك يعتبر ولادة مبكرة - كما سبق وذكرت- وفي حال كانت الدورة منتظمة قبل الحمل, فمن المتوقع أن تنزل بعد مرور 6- 8 على الولادة, لكن إذا كانت الدورة غير منتظمة أصلا, فقد تعود الدورة إلى ما كانت عليه قبل الحمل.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات