السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ شهرين، أشعر أن زوجي لا يحبني، وعندما أسأله يقول: نعم، ولكنه لا يقولها لي، ولا يقول أي كلمة حب، وأشعر أنه يتهرب مني، ولا يحب أن يتحدث معي، ويخرج كثيرا مع أصدقائه، وعندما أتحدث معه يقول لي: أنه يريد أن ينام، ولكنه لا ينام، وأشاهده وهو على جواله ساعات كثيرة، لا أعرف ما هو السبب؟
تحطمت نفسيتي، ولا أشعر بالحب، ولا أشعر أن بيننا حوار، فقط يتحدث معي على الأكل، يسألني وأسأله، ثم يقوم بسرعة ويتركني بمفردي على الطعام بحجة أن أكله سريع، وأنا بطيئة بالأكل، ربما أنه لا يحب أن يجلس معي لأن كلامي قليل، ولكنه لم يعطني فرصة للحديث معه، يضحك مع أصدقائه فقط، أما معي فنادر ما تخرج منه الضحكة.
أشعر بأنني مثل الخادمة، أقوم بتجهيز الطعام وتنظيف المنزل فقط، دون الخروج معه، لم أعاتبه لأنه لا يبالي ولا يشعر بي؛ لذلك فليس من الضروري العتاب، لأنه لو كان يحبني لخرج الكلام الجميل من فمه، أشعر باليأس، فماذا أفعل وأنا في بداية حياة جديدة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asdg حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه، وبعد قراءة طلب الاستشارة، فيمكن أن نشير عليك بالآتي:
_ في بداية الزواج قد تبدو التصرفات غربية من الزوج أو الزوجة، بسبب قلة الوعي بالحقوق الزوجية، فلم يتعود على رقة المشاعر، والتعبير عن الحب، فلهذا ننصحك بالصبر، وإعطاء مساحة لإصلاح الزوج من خلال المحاولة اللينة، للفت الزوج إلى هذه الحقوق.
_ كون الزوج قال بأنه يحبك فهذا جيد، مع أنه لا يقول ذلك على سبيل المبادرة، وإنما إذا سئل، فهذا يدل على أنه لا يكرهك فاطمئني، وأن الأمور بينكما إلى خير -بإذن الله تعالى-.
_ وإذا اردتي من زوجك أن يسمعك كلمات الحب والغزل، فابدأي أنت بها حتى تكسري الحاجز بينكما، فإذا فعلت ذلك فلعله يرجع عما هو فيه من الصدود.
_ حاولي الاقتراب من الزوج ومعرفة همومه وماذا يريد، فالمشاركة في همومه تجعله يلتفت إليك، وكونه يحب الخروج مع أصحابه، ويطيل الجلوس معهم فلعله يريد أن ينفس عن نفسه بسبب مشاكل يمر بها، ولهذا عليك معرفة ما لديه من مشكلات، وحاولي المساهمة في حلها إذا استطعت.
_ آخر كلمة قرأتها في طلب الاستشارة: " أشعر باليأس" احذري من هذه الكلمة فهي كلمة تفتح عليك باب القنوط من رحمة الله، وتفتح مجالا للشيطان للعبث بالعقل والمشاعر، ليقودك إلى ماهو أسوأ، ولهذا ننصحك بالمزيد من الصبر، وكثرة الذكر والاستغفار، والعمل الصالح، وأكثري من الصدقة وتفاءلي، وسترين خيرا -بإذن الله تعالى-.
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى، وأسعدك في الدنيا والآخرة.