انتكست بعد الالتزام وأنا نادم جداً...فأرجو النصيحة.

0 279

السؤال

السلام عليكم.

انتكست بعد الالتزام، وقلبي يتقطع على حالي، فقد أفوت بعض الصلوات في الجماعة، وقد أنام عن صلاة بعد أن كنت أحزن إن فاتتني تكبيرة الإحرام، وأهجر كتاب الله لأيام كثيرة حتى في رمضان بعد أن كنت أختمه في الشهر ثلاث مرات، وفي رمضان ربما 5 مرات أو 8 مرات.

والله لو معي أموال الدنيا كلها لتصدقت بها طلبا لأن تعود الحياة لقلبي، فماذا أفعل؟ دعوت، وتضرعت وبكيت، ولا زلت على حالي، والله لو خيرني الله بين أن أملك الدنيا كلها مع الابتعاد عن طريقة وبين الموت لاخترت الموت.

أسألكم الدعاء لي بالهداية والصلاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تيأس ولا تقنط من حالك، فما زال فيك خير طالما وأنت تشعر بالندم على تقصيرك، وإياك أن تستسلم للشيطان وتترك التوبة والرجوع إلى الله، وعليك أن تستشعر أيامك الطيبة في ظل الالتزام، وما كنت تشعر به من السعادة حتى تتوق نفسك لها مرة أخرى.

لعل انتكاستك لها أسباب ففكر فيها كثيرا، ولعل منها:
-ضعف الإخلاص لله تعالى في الاستقامة والتدين، فإن الإخلاص من أعظم أسباب الاستمرار في الطاعة، وأي خلل فيه يصبح من أخطر أسباب الانتكاسة، فراجع نيتك واستقم لله سبحانه، وليس لأجل شيء آخر.

- احذر الرفقة السيئة، إن الصاحب ساحب، فاتركهم، وأنصحك بالبحث عن رفقة صالحة، تعينك على الطاعة، وتذكر قصة الذي قتل تسعة وتسعين شخصا كيف نصحه المفتي بترك بيئته السيئة، والانتقال لبيئة صالحة أخرى تساعد على الطاعة.

-الإعجاب بالنفس وترك الدعاء والتضرع لله بالثبات، فأنصحك بالانطراح بين يدي الله، والتضرع إليه والبكاء، خاصة في الثلث الأخير من الليل وأنت ساجد، ولا تستعجل الإجابة.

- تفقه في الدين، لأن التعبد بجهل من أسباب الانتكاسة.
- إياك أن تستسلم لواقعك، وتكره التوبة، بل استمر في شعورك بالتقصير، واجعله سببا لمزيد من الطاعات، واجعل نصب عينك قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له).

- تصدق بما تقدر عليه للفقراء، وامسح رؤوس الأيتام فإنها من أسباب رقة القلب وصلاحه.

- أكثر من الذكر والاستغفار والتسبيح وقراءة القرآن، وخاصة آيات الخوف والرجاء، وقف عندها متدبرا متأثرا بها، فهي من أنفع العلاج لقسوة القلوب.

- طالع واقرأ في قصص التائبين العائدين إلى الله، ففيها العظة والعبرة، وعسى الله أن يصلح حالك.

أسأل الله لك الهداية والتوفيق والصلاح والاستقامة إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات