الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من محبة الشخص الذي تلاعب بمشاعري؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي الحب من طرف واحد.

أنا فتاة في المرحلة الثالثة في الجامعة، وكان هناك طالب معي منذ المرحلة الثانية يُظهر لي الكثير من التلميحات التي جعلتني أشعر بأنه يحبني، ومع مرور الوقت بدأت تتكوّن لدي مشاعر تجاهه، ولم أستطع كتمانها، فاعترفت له، لكنه رفضني.

لقد استفزني حقًا بطريقته في الرفض، حيث اكتفى بهزّ رأسه دون أن يقول شيئًا، ولم يقدّم حتى اعتذارًا أو يُظهر تقديره لمشاعري، بل تجاهل الأمر تمامًا.

بعد ذلك، أرسلت له رسالة أطلب منه فيها اعتذارًا، لكنه قام بحظري فورًا، ومما زاد في قهري ليس فقط رفضه، بل شعوري بأنه خدعني، وقتل البراءة التي كانت بداخلي.

الآن، أشعر بأنني لن أستطيع الوثوق بأحد مرة أخرى، حتى لو أحبني شخص بصدق، فأنا لم أعد أرغب في الحب أو في أن يحبني أحد، ورغم أنني اكتشفت أنه شخص لعوب، ويحب التلاعب بمشاعر الفتيات، إلا أنني ما زلت أشعر بشيء تجاهه، وهذا الأمر يشتّت تفكيري، ويجعلني غير قادرة على التركيز في دراستي، في حين أنه يواصل حياته ويتقدّم في درجاته دون أي تأثّر.

كيف يمكنني التخلّص من مشاعري تجاهه؟ كيف أركّز على مستقبلي ودراستي دون أن أفقد ثقتي في الآخرين؟ هل سيُحاسَب هذا الشخص لأنه جعلني أحبه ثم تجاهلني؟ فقد سبق له أن فعل الشيء نفسه مع فتاة أخرى وكسر قلبها.

أرغب في مواجهته في الجامعة وسؤاله عن سبب تصرفاته ورفضه لي، فهل تنصحونني بذلك أم أنني يجب أن أنساه وأمضي قدمًا بما أنه قام بحظري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يعينك على الطاعة، وأن يهديك إلى أحسن الأخلاق، وأن يشغلك بمعالي الأمور، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ننصحك بالتخلص من الشاب المذكور، وطي هذه الصفحات إلى الأبد، بل احمدي الله الذي خلصك منه، طالما كان بهذه الصفات المذكورة، يستعذب تعذيب البنات، ويفعل ما لا يرضاه لبناته أو لأخواته أو لعماته أو لخالاته، هذا لا يصلح معك ولا مع غيرك، نسأل الله أن يكف شره عن أعراض المسلمين.

ندعوك إلى أن تدركي أنك فتاة مسلمة، أرادك الله أن تكوني عزيزة مطلوبة، لا طالبة ذليلة، فلا ترخصي نفسك، ولا تجري وراء أمثال هؤلاء، وانتظري الرزق الذي يأتيك، واعلمي أن الله كرم المرأة، أرادها معززة مكرمة، فلو أراد أكبر الرجال في هذه الأرض أن يطلب بنت أفقر الناس، فإنه سيرسل الوسطاء، ويرسل الكلام الجميل، ويطلب القرب، هذه هي الرفعة التي جعلها الله للمرأة المسلمة.

أرجو أن لا تتجاوبي مع المشاعر السلبية التي أتى الشيطان ليذكرك بها، واعلمي أن همّ الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الاستقامة على شرع الله، والبعد عن المواطن التي فيها الشباب.

عليه: فإن أهم ما نوصيك به هي التوبة النصوح، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ثم طي هذه الصفحات، وتفادي التواصل مع هذا الشاب أو مع غيره، أو الاهتمام به أو بغيره.

اعلمي أن العلاقة بين الرجال والنساء لا بد أن تكون محكومة بقواعد الشرع، ولا بد أن تبدأ بالمجيء إلى البيوت من أبوابها، ولا بد أن يكون عن طريق محارمك وأهله، لأن الله حفظ المرأة وأراد أن يكون الوصول إليها صعبًا، لعزتها لأنها جوهرة غالية، ودرة مكنونة، ولعزتها ولمكانتها ولرفعتها، واعلمي أن الرجل يجري وراء المرأة التي تأبى عليه، وتلوذ بحيائها وإيمانها وتطلب منه المجيء عبر محارمها، ويحتقر المرأة التي تجري خلفه، وتقدم له التنازلات.

لا تتنازلي لأحد، ولا تتكلمي مع من يريد أن يجدك رخيصة، يتكلم معك وقت ما يشاء، ينظر إليك وقت ما يشاء، ولكن احرصي أن تكوني درة غالية كما أرادك الله، تمسكي بآداب هذا الدين العظيم، ولا تحاولي أن تتكلمي معه، بل قابليه بالإهمال والتغافل، فإن الكلام معه يعطيه قيمة، وهو لا يستحق أي قيمة,

وحتى لو حاول الرجوع يومًا، فأرجو أن لا تتجاوبي معه، ولا مع غيره، إلا مع من يأتي إلى داركم من الباب ويقابل أهلك الأحباب، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً