حفظت القرآن ثم نسيته بسبب الانغماس في العمل، فما السبيل للرجوع له؟

0 247

السؤال

السلام عليكم.

حفظت القرآن كله، ولكن لم أرسخ الحفظ جيدا، كنت ألتحق بحلقات التحفيظ، ولكن انقطعت بسبب التحاقي بوظيفة، والآن أحاول أن أراجع ولكن بطريقة بطيئة جدا، حتى أنني بدأت أنسى الكثير منه، سبب لي هذا إحباطا شديدا، وانخفضت همتي، وصرت أتهم نفسي بأنني قصرت، وتركت القرآن من أجل العمل، مما أدى بي لحالة اكتئاب ونفور شديد من المراجعة، ولم تعد لدي ثقة في حفظي.

أحاول دائما أن لا أستسلم لهذا الشعور، ولكنه يغلبني، حتى أنني صرت أرتكب الكثير من المعاصي التي لا تليق بمن يحفظ كتاب الله، كل هذا حدث في عشر سنوات، وتدهورت علاقتي بربي في الثلاث سنوات الأخيرة منها.

أريد نصيحة وإرشادا، وهل علي أثم من حفظ القرآن ونسيانه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعدية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك، والذي نشير به عليك الآتي :
- حفظ القرآن نعمة عظيمة، والحفاظ على هذه النعمة من شكر الله تعالى، وكونك حفظت القرآن فهذا خير، ولك أجر عند الله تعالى، فأنت أحسن من كثير من الناس ممن لا يحفظ القرآن.

- كان الأولى حتى لا تنسي القرآن أن تعملي على مراجعته باستمرار؛ لأن القرآن يتفلت من صاحبه إذا لم يراجعه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده ! لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها"، رواه مسلم برقم ٧٩١. ومن الوسائل المعينة على تثبيت الحفظ المراجعة مع حافظ للقرآن، وكذلك قراءته في الصلاة، وكذلك العمل بالقرآن وتدريسه للآخرين، حاولي الأخذ بهذه الوسائل، وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.

- المعاصي سبب رئيسي لنسيان القرآن، فلا بد عليك من سرعة التوبة إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار، وترك الرفقة السيئة التي كانت سببا في تزيين المعصية، ثم عليك بمجالسة الصالحين.

- احذري من تسلط الشيطان الرجيم عليك، فإنه يريد أن يصرفك عن مراجعة القرآن، ثم يزين لك المعصية، فلا تقنطي من رحمة الله، وعليك أن تحسني الظن بالله، واعملي على طاعته، واستعيني بالله في المراجعة وادعي الله كثيرا، و-بإذن الله- يعود لك ما حفظته.

- أما مسألة هل عليك إثم في النسيان فعلى رأي بعض أهل العلم وخاصة الذين حسنوا حديث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها" رواه أبو داود برقم ٤٦١، قالوا بأن من ترك حفظ القرآن متعمدا معرضا عنه بأنه آثم، ولذلك عليك التوبة، ومن تاب من ذنبه كان كمن لا ذنب له.

وفقك الله إلى مرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات