السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عما تقدمونه من خدمات عظيمة للأمة الإسلامية.
مشكلتي بدأت منذ صغري في سن التاسعة أو العاشرة من عمري مع أخي الذي يكبرني، حيث كنت ألعب معه خارج البيت وسقطت على الأرض بسببه، وأصبت بجرح كبير في رأسي ذهبت بسببه للمستشفى، ثم بعد ذلك عاتبني على ما حدث، وكان يستهزئ بي في بعض الأحيان، فتولد في نفسي في ذلك الوقت كراهية لأخي إلى حد أنني لم أعد أطيق أن يلمسني أو أن يجلس بجانبي وقاطعته عدة سنوات لا أكلمه، وبعد ذلك أصبح شعورا لا إراديا، حيث مرت سنوات بعد ذلك وقد تصالحنا وأصبحنا شبابا فوق 25 سنة، نتحدث بشكل عادي، ولكن هناك مشكلة كبيرة هي أنني لا أطيق أن أصافحه، أو يجلس بجانبي، حيث عندما يلمسني أشعر بحرارة وضيق بيني وبينه فأبتعد عنه، وهذا مستمر معي إلى حد الآن، فما سبب هذا جزاكم الله خيرا؟ وما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نورالدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك، أعانك الله وخفف عنك.
أنت تسأل عن سبب عدم ارتياحك لقرب هذا الأخ منك، ولعل السبب واضح تماما، وهو التجارب المؤلمة التي عشت فيها، ومما عانيته من هذا الأخ.
والشيء الحسن أنكما استعدتما علاقتكما ببعض، وتتحدثان مع بعضكما، إلا أنه بقي ما شرحت في سؤال من أنك ما زلت تشعر بالانزعاج من قربه منك، والذي شرحته في سؤالك.
فالآن قد عرفنا السبب، فليس هو شيء غريب أو مستهجن، ولا تعتقد بأنه يشير لعيب فيك، وإنما هي التجارب التي عشتها مع هذا الأخ، فما العمل الآن؟
يقال عادة أن الزمن خير علاج، فكما استطعتما إعادة التواصل، فلعل الأيام والزمن يرمم بقية الجراح التي نشأت من تجارب الماضي، ولكن مما يمكن أن يعينك على تجاوز كل هذا، هو أن تأخذ الأمر بشيء من البساطة، وألا تضغط على نفسك كثيرا للتخلص من كل هذا؛ لأننا عندما نحاول جاهدين الحصول على أمر ما، فإن بذل الجهد المبالغ فيه، لا يزيد ما نريد تحصيله إلا ابتعادا عنا! بينما عندما نسترخي بعض الشيء، فربما يسهل علينا تحقيق ما نريد؛ لأننا لا نعود نشعر معه بالضغط الشديد.
أرجو أن تنظر لهذا الموضوع على أنه احتمال يمكنك أن تصل إليه، ولكن ليس شرطا لا بد منه، ولعل فكرة أن هذا الشعور الذي تشعر به ليس مؤشرا لسوء فيك، إنما هو نتيجة تجارب الطفولة.
وفقك الله، وكتب النجاح والسعادة.