هل يصح أن أكتفي بالدعوة الصامتة عن طريق سلوكي دون النصح بالكلام؟

0 317

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة جامعية، أكملت السنة الأولى منها، منذ مدة التزمت، وأصبحت أكره الغيبة والنميمة والنفاق، ولكن زميلاتي يغتبن دائما، ويتكلمن مع زملائنا من الشباب، وعندما أنهاهن عن ذلك أو عندما آمرهن بالصلاة في الجامعة ينفرن مني، ولا يأخذن بها، وعند أقل زلة مني ينظرن إلي نظرة الإنسان المعصوم من الخطأ، لأنني أنصحهن في الدين.

فهل تركي لنصحهن يعتبر بأني تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وذلك لأنهن لا يتسجيبن أصلا، بل ويؤثر ذلك في علاقتي بهن، والبعض منهن يتكلمن من ورائي بأني أنصح وأجد نفسي أفضل منهن، وما إلى ذلك، لذلك قررت أن لا أنصح أحدا، وعندما أجلس مع أحد ويبدأ بالغيبة أستأذن بالذهاب لمكان آخر.

وقررت أن الأمر بالمعروف سأقصره على تصرفاتي وأخلاقي، أي يرين ذلك في تصرفاتي، وليس بنصحي لهن، فنصيحتي لن تغير شيئا فيهن، لأنهن يريدن أن يعاصرن الحياة، فهل قراري صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على ذلك، وعليك بالصبر والتحمل؛ فإن طريق الدعوة شاق، وحاولي أن تراجعي طريقتك في النصح؛ فربما أنك تستخدمين معهن أسلوبا غير مناسب في النصح.

حاولي أن تغيري أسلوبك في النصح والإرشاد، بحيث لا يكون أمرا أو نهيا، وإنما عرضا مقنعا لفعل الطاعة وترك المعصية.

حاولي أن تطلعي على بعض الكتب التي تبين لك أساليب ناجحة في الدعوة، واستخدميها معهن، ولعلك تجدين تجاوبا معك، فإن استمر الموقف منك بعد ذلك كله بالرفض؛ فلا حرج عليك من ترك مجالستهن أثناء المعصية، واحرصي على أن تكوني داعية بالقدوة الحسنة، واستخدمي الإنكار بقلبك حتى لا تشاركيهن بالإثم.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات