أبي حزين بسبب جفاء والديه له رغم بره لهما، فكيف نخرجه من هذه الحالة؟

0 141

السؤال

السلام عليكم.

يا أهل العلم أريد حلا، أبي حزين وأنا خائفة عليه، فأنا لم أر في حياتي شخصا يرضي والديه كأبي، ولكنهم غريبون، فعندما كان وضع أبي المادي مرتفعا يحبونه، ويسألون عنه، ويطمئنوا عليه عند سفره، وأما الآن حين انخفض وضعه المادي فإنهم لا يبالون ولا يسألون عنه، حتى في آخر سفرة له لم يتكلموا معه نهائيا إلا ليخبروه أنهم اتصلوا بأمي ولم تجب عليهم.

أبي لم يقصر أبدا معهم، ولكنهم لا يهتمون به، ولا يعاملونه باحترام إلا عند المصلحة، ولا يحترمون أمي أيضا، علما أنها تتعامل معهم باحترام وتقدرهم، فقد كانت تطبخ لهم أشهى المأكولات، وتدعوهم لتناول وجبة الإفطار في رمضان بكل صدر رحب، ولكنهم بعد انتهاء مصلحتهم لا يحترموننا، أنا أقول لأمي إن هذا بلاء.

أبي حزين، وقلبه مجروح من والديه، فهم يفضلون عليه أزواج بناتهم، فعلا لم أر في حياتي كهذه البيئة، أرجوكم ادعوا لأبي وأمي بالسعادة والفرح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Joya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بر الوالدين واحب على الأولاد لأنهما كانا سببا في وجودهم مهما كانت علاقتهم به، ولا يجوز أن يتعامل الأولاد مع الوالدين بردة الفعل من موقفهما منهم حبا أو بغضا، بل عليهم البر والطاعة، وخفض الجناح، وتحمل أخطائهم وخاصة في مرحلة الكبر قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}.

فعليك بمواسات أبيك، ونصحه باحتساب الأجر، والصبر على ما يحصل له من والديه، ولا يلتفت إلى تقصيرهما في حقه؛ فقد سبق لهما تربيته، والوقوف معه، والبذل له أثناء الصغر، وعليه الآن رد الجميل لهما فقط وبدون مقابل، بل طاعة واحتسابا وتنفيذا لأمر الله في بر الوالدين.

وكذلك عليك نصح أمك بالصبر والاحتساب، والاستمرار في الإحسان إلى والدي زوجها؛ فإن هذا من حسن العشرة مع الزوج، وأتوقع أنه باستمرار الإحسان، والبر، والطاعة سيتغير الموقف.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالكم جميعا، ويرقق قلب الوالدين على أبيك وأمك، ويسعدكم جميعا.

مواد ذات صلة

الاستشارات