السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة، أجهضت حملي الأول في الأسبوع التاسع بسبب التجلط، وبعد شهرين أكرمني الله بحملي الثاني، والآن حامل منذ 30 أسبوعا، أتناول حبة أسبرين ومكملات غذائية يوميا، أحسست بضغط من الجنين ولم أحس بأي ألم، ولم أر دما أو إفرازات من أي نوع بعد 3 ساعات تقريبا من الشعور بالضيق، تواصلت مع الطبيبة فطلبت مني التوجه إلى المستشفى؛ لأنها تبدو أعراض ولادة مبكرة، وبالفعل كان الرحم مفتوحا 1 سم وتوجد انقباضات، علما بأني لم أقم بأي مجهود.
تم إعطائي إبرا لنمو رئتي الجنين بالعضل، ومغنسيوم بالوريد، وحبوب إيقاف الطلق، وتم إيصالي بجهاز تخطيط الانقباضات، وبعد مراقبة 36 ساعة كان وضعي مستقرا، وفحوصات الدم والبول ومسحة المهبل كلها كانت طبيعية، وأرسلت إلى المنزل ووصفت لي الطبيبة حبوب cyclogest يوميا قبل النوم.
لا أعلم ما سبب الحادثة! وهل تؤثر على صحة طفلتي؟ وهل من الممكن تكرار الحادثة مرة أخرى؟ وهل سأكمل حملي بشكل طبيعي وألد بالوقت المحدد؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- ولك العذر في ذلك, لكن وبشكل عام أقول لك بأن الأمور عندك تبدو مطمئنة -بإذن الله تعالى- لأن الرحم لم يكن متسعا إلا بمقدار 1 سم فقط, وهذا اتساع مقبول في الحمل, خاصة مع عدم وجود ألم أو نزول إفرازات غير طبيعية أو دم, كما أن كل التحاليل الهامة التي تم عملها لك كانت طبيعية -والحمد لله-.
الحقيقة هي أن الحامل قد تشعر بشيء من الضغط والثقل في أسفل البطن, خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل, والمهم دوما هو أن يتم الاطمئنان بأنها ليست أعراض ولادة باكرة -لا قدر الله- وهذا ما تم عمله لك, أي يمكن القول الآن بأن ما حدث معك لم يكن بوادر ولادة مبكرة -والحمد لله- لكنه يعطي انطباعا بأن الرحم عندك قد يكون حساسا وسهل الاستثارة.
لذلك أنصحك بالراحة قدر الإمكان, مع تفادي الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة, وتفادي الاستحمام بماء حار, بل بماء دافئ فقط, مع الحرص على النوم على الجانب الأيسر (خلال الحمل فقط)، ورفع الساقين إلى مستوى القلب, والإكثار من شرب السوائل المفيدة وخاصة الماء, كما أنصحك بتفادي الجماع وإن كان ذلك صعبا أو سيثر مشاكل بينك وبين زوجك فيجب أن يتم الجماع مع استخدام الواقي الذكري حتى لا يتم دخول السائل المنوي إلى الرحم؛ لأن هذا السائل يحتوي على مادة مثيرة للتقلصات الرحمية وقد تؤدي إلى ولادة باكرة عند بعض الحوامل من ذوات الرحم الحساسة مثلك.
يجب أن تكون زياراتك للطبيبة متقاربة, ويجب أن يتم خلالها الكشف على عنق الرحم في كل مرة وذلك للتأكد من عدم حدوث اتساع فيه.
بالطبع إن كل ما سبق ما هو إلا نوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى الله عز وجل هو خير الحافظين.
نسأله جل وعلا أن يتم لك الحمل والولادة على خير.