طُلِّقتُ من زوجي مجبرة وأتمنى الرجوع إليه، ما نصيحتكم؟

0 262

السؤال

السلام عليكم

أنا موظفة صيدلانية، أعمل في الجامعة، وتقدم لخطبتي طبيب من منطقة تختلف عن المنطقة التي أسكن فيها، وتم الزواج ورزقت بأولاد، ولقد عاملت زوجي وأهله بكل احترام، وذلك لحبي لزوجي، ولكن أم زوجي لم تكن تريدني، ولذلك سعت في خلق المشاكل والكره حتى مللت من هذا الجو المشحون، وعزمت على السكن منفصلا، ولأن زوجي الوحيد لأمه أطاعها في عدم السكن معي في مكان منفصل، وخطبت له زوجة ثانية، وتزوج، ولما علمت بالأمر غضبت، وكنت مقبولة في بعثة دراسية، وذهبت للدراسة وعدت بعد ثلاث سنوات، وكنت قد تطلقت منه بالمحكمة!

صرت أحس بغصة في قلبي، وذلك لأن التفريق بيني وبين زوجي لم يكن برضاي، بل كنت مجبرة حتى أتخلص من ضعف شخصيته أمام أهله، وكونه تزوج بدون علمي، وسبب المشاكل لي ولأهلي.

صرت أتمنى أن نرجع سويا، وأعلم أن هذا صعب لأنه متزوج، وعنده أطفال، وأنا في حيرة، هل قرار الرجعة صائب، لأني أفكر فيه وأشتاق أم أرضى بقسمتي؟

الله يعلم أني مظلومة، وكنت مجبرة على الطلاق، ولكن لا أستطيع تحمل زوجي مع امرأة أخرى، كنت أتمنى لو زوجي صبر قليلا لأرجع إليه مع أولادي، وبسبب عظم المسؤولية التي على كتفي أصبحت أتمنى لو يساعدني، فهل فات الأوان؟ بماذا تنصحوني؟

أعيش حالة من التعب وضيق الصدر والعصبية، وحاول طليقي رؤية أطفالي وقام بجلب زوجته الثانية مع ولده في موعد المشاهدة، وغيرها من محاولات استفزازي، ولكني أحتفظ على هدوئي بصعوبة.

أرجو المشورة، وهل أحاول الاتصال بطليقي مرة ثانية؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كان سبب فسخك للزواج من زوجك هو لأن شخصيته ضعيفة فهذه الصفة باقية فيه، وإن كانت أمه لا تريدك وكانت السبب في التفريق بينكما فهل تغير حالها بعد الطلاق، وبعد تزويجها لابنها؟ فهذه عوائق حقيقية تقف أمامك.

إنني أقدر معاناتك في تربية أولادك، وحاجتك لزوج يتحمل معك جزءا من المسؤولية، ولكني لا أرى أن تذلي نفسك عند أب أولادك بالتواصل معه، وإن كان ولا بد وعلمت من نفسك أنك قادرة على التأقلم في الحياة مع وجود زوجة أخرى فصلي صلاة الاستخارة، وادعي بالدعاء المأثور، ثم كلفي من يفاتحه بالموضوع على أنه من باب مصلحة الأولاد، دون أن يشعره بأنك من كلفه بذلك، فإن علم أن أمه ستوافق على رجعتك وأنه يرغب في لم شمل الأسرة، وسيفتح لك ولأولادك بيتا مستقلا فاعلمي أن الله قد اختار لك الرجعة، وإن رفض فاعلمي أن الله صرفه عنك، وهذا يعني أن الرجعة ليس من صالحك، فاحمدي الله تعالى، وكلي أمرك لخالقك، واتركي التفكير به، وارضي بحكم الرؤوف الرحيم، وكوني على يقين أن رزقك سيأتيك.

أكثري من الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهما من أسباب تفريج الكروب والضوائق، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)؛ فما دعا به شخص بأمر إلا استجيب له.

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وسليه من فضله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

أسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير والصلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات