أعاني من وساوس تؤرقني وتمنعني من النوم، فماذا أفعل؟

0 266

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 21 عاما ، جامعي، قبل سنة تقريبا، في ثاني ليلة من أيام الاختبارات، أصابني أرق شديد جدا ولا أدري ما سبب هذا الأرق، وعندما تتزايد الساعات ويمر الوقت تزداد نبضات قلبي وبدأت أوسوس ماذا لو لم أنم هذه الليلة؟ هل سأذهب إلى الاختبار مستيقظ من السادسة صباحا من اليوم الذي قبله؟ وكان موعد الاختبار من الساعة 9 حتى 11 صباحا، مما زاد القلق لدرجة أني وسوست بأنني لن أنام طيلة عمري، وفعلا ذهبت وأنا مستيقظ يوما ونصف، وفي الاختبار ذهني كان مشتت وقلق جدا، ونبضات قلبي في ازدياد.

الشاهد من هذه القصة: أني أصبحت أخاف من تكرر الحادثة، وفعلا تكررت الحادثة، حيث صرت أوسوس بأني إن لم أنم لمدة أكثر من 24 ساعة فسوف أصاب بالجنون أو أفقد عقلي أو أموت!

وتكررت نفس المشكلة في وقت الإجازة، لكنها كانت بسبب وسوستي وخوفي الشديد، حيث أنني لم أنم لمدة 38 ساعة، وضربات قلبي في ازدياد، ولا أنام إلا بأخذ أنواع عديدة من الحبوب المنومة، هذه الوساوس أدخلتني في اكتئاب وتدهور في تحصيلي الدراسي، حيث كنت من الطلبة المتفوقين، والآن صرت لا أبالي، صرت كثير التفكير بالنوم، وهل سأنام هذه الليلة أم لا؟ وكيف سأنام؟

وعندما يحل وقت النوم وأدخل في مراحل النوم الأولى أتذكر هذا الشيء، فكأنما أحدا ما يوقظني، فيصيبني أرق شديد، ولا أنام إلا بعد ساعتين تقريبا من المعاناة، حيث أنني أنام بالصدفة، وتزداد هذه الوساوس إذا كان لدي شيء مهم في اليوم التالي، وازدادت لدرجة أي شيء يحصل لي خلال يومي أفكر بأنه سوف يجعلني أصاب بأرق، وأصبحت أحلل طبيعة النوم وأفكر كيف ينتقل الإنسان من حالة الوعي إلى النوم، وأنه شيء صعب جدا، وأيضا أصبحت أتجنب جميع السفرات؛ لأن لدي وسوسة بأني لو انتقلت إلى مكان جديد أو مدينة جديدة فإنه لا يمكنني النوم أبدا.

مشكلتي هي تتمثل في:
1-الخوف الشديد من السهر (دائمة).
2- الخوف من صعوبة الدخول في النوم (وهي لا تؤرقني دائما لكن تغلبني في بعض الأحيان).

فكرت أن ألجأ للأدوية النفسية لأني شخصت حالتي بأني مصاب بقلق المخاوف الوسواسية، الآن أنا متردد جدا في أخذ دواء الفافرين، أثق بهذا الدواء، لكني أخاف أن تزداد حالتي في أول أيام العلاج، ولا يمكنني النوم أبدا، كما أني لا أحتمل هذه الوساوس التي سببت لي اكتئابا نفسيا، ولا يمكنني طردها من عقلي، علما بأني كنت سعيدا قبل هذه المشكلة، ولا أعاني من شيء.

أتمنى أن أعود كما كنت، وأن أنسى هذا الوسواس.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز: فترة الحياة الجامعية فترة مليئة بالحيوية والنشاط، ولكن في نفس الوقت مليئة بالضغوط النفسية من دراسة وامتحانات وغيرها، وكثيرا ما تحدث مشاكل النوم في هذه الفترة، نتيجة للقلق والتوتر والشحن الزائد المصاحب للامتحانات.

أهم شيء الآن هو كسر هذا الحاجز وعودة النوم الطبيعي؛ لأن النوم الطبيعي مهم جدا للتركيز في الدراسة والامتحانات في نفس الوقت، فيجب عليك:

- أن تحدد وقتا للنوم، تطفئ فيه الأنوار، وحاول ألا تحمل هموم اليوم معك إلى السرير، ولتكن الغرفة غير باردة وغير ساخنة، وتجنب الوجبات الدسمة قبل النوم، وتجنب المجهودات الرياضية العنيفة قبل النوم، وتجنب شرب القهوة والشاي في المساء، وليكن آخر كوب شاي أو قهوة قبل الساعة الخامسة مساء.

- إذا نمت في السرير لفترة ولم تستطع النوم انهض من السرير ولا تتقلب، انهض وقم من الفراش، وحاول أن تفعل شيئا مسليا مثل: مشاهدة التلفاز، أو قراءة قصة، أو الاستماع إلى الراديو حتى يأتي النعاس مرة أخرى.

- الشيء الآخر: لا تحاول أن تنام بالنهار حتى ولو كنت مجهدا، نوم النهار يمنع نوم الليل، ولا يكون نوم النهار مساويا للفائدة لنوم الليل.

والآن طالما اتخذ هذا المنحى نوع من الوسواس والخوف من النوم فلا مانع من أخذ دواء لفترة حتى يتم كسر هذا الوسواس والرجوع إلى الوضع الطبيعي، والفافرين طبعا مفيد للوسواس، ولكنه لا يساعد في النوم.

إذا كانت غير راغب في الفافرين فيمكنك أن تستعيض عنه بالريمارون/ميرتاز 15 مليجرام، نصف حبة ليلا تساعد على النوم، يمكن أن تستعملها لفترة حتى ينتظم النوم وبعد ذلك تركه، الفترة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر، وهي لا تسبب الإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات