السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الجميل.
أعاني من قلق منذ سنتين، وحصلت لي نوبات هلع كثيرة، ومع التجاهل وصرف الانتباه رجعت أموري طبيعية بشكل كبير، ومنذ شهرين كنت مسافرا فحصلت لي نوبة هلع شديدة ومع انتكاسة صرت لا أسيطر على نفسي، ولا على الوساوس ولا النوبات، وبعدها صرت أشعر بإحباط واكتئاب، وفراغ نفسي ووساوس كثيرة.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي، لكي أتخطى هذه المشكلة، فأنا أتعالج هاتفيا عند دكتور أردني وكان يعالجني بالجلسات عن نوبات الهلع، ووصف لي دواء سبراليكس 5م، وقال ارفع الجرعة إلى 10 م، وإذا لم ينفع فارفع الجرعة مع العلاج السلوكي المعرفي.
علما أني أعاني من نقص فتامين (د) بنسبة 12، وأخذت الدواء ولكن لم أستخدمه بشكل منتظم، ومنذ فترة توقفت عنه، وصرت أخاف كثيرا من فقدان السيطرة على النفس أو الانتحار أو أن أصاب بثنائي القطب، وعندي وساوس كثيرة، والاحباط والاكتئاب عانيت منها، وأشعر بالكبت والإحباط، وحالتي جدا صعبة، وأحتاج إلى الدعم.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا، وأتمنى سرعة الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية.
أنت تحدثت عن مشاعرك وما ينتابك من عدم شعور بالارتياح النفسي أو ما أسميته بالإحباط وربما الاكتئاب، وكذلك الفراغ النفسي والوسواس.
من المؤكد أنه لديك قلق توقعي، تخوفك الوسواسي من أن تصاب بثنائي القطبية أو غيره من الأمراض: هذا جزء من قلق المخاوف الذي يهيمن عليك.
أيها الفاضل الكريم: بفضل من الله تعالى أنت مدرك إدراكا تاما للآليات العلاجية، فيما مضى وفقك الله بأن تتخلص من نفس هذه الأعراض أو أعراض قريبة منها من خلال التجاهل وصرف الانتباه وتحقير الأعراض، وأعتقد أنك أيضا قد زدت من فعاليتك في الحياة.
هذا علاج وعلاج طيب وجميل، أنت جربته فيما سبق، وأريدك أن تجربه مرة أخرى لكن بقوة أكثر وبعزيمة أكثر وبإصرار أكبر، وقطعا ما دمت قد تحسنت فيما مضى بصورة معقولة جدا ومرضية ومقبولة، هذه المرة -إن شاء الله تعالى- سوف يكون التحسن أكثر امتيازا، فادفع في الطريق الإيجابي من حيث التفكير والمشاعر والأفعال والآمال والتوجهات، هذا – يا أخي – علاج كبير وعلاج مفيد.
القلق التوقعي والمخاوف الوسواسية أغلق عليها من خلال تحقيرها، لا تجر أي حوارات في شأنها، ومن أفضل ما أثبت أنه وسيلة علاجية ممتازة هي الرياضة، وهي في متناول الجميع، فعليك بها، وسر على هذا الطريق.
نقص فيتامين (د) يجب ألا يكون هما بالنسبة لك، لكن يجب أن تعالجه، لماذا لا تلتزم مع نفسك بتناول العلاج أخي الكريم؟! لابد أن تتوقف عند هذا وتسأل نفسك، هذا أمر بسيط، لكن إخفاقك فيه غير مقبول، أنت رجل مسؤول، والإنسان ليس لديه أحسن من نفسه، فاحرص على تناول هذا العلاج التعويضي البسيط، كبسولة واحدة مرة كل أسبوع لمدة أربعة أشهر إلى ستة أشهر قطعا سوف تضع فيتامين (د) في مساره الصحيح.
بالنسبة للسبرالكس: أنا أؤيد تناوله تماما، جزى الله خيرا الطبيب الذي نصحك بتناوله، والجرعة كما أوضح لك الطبيب هي جرعة بداية أو جرعة تمهيدية، ثم جرعة ما قبل العلاجية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، ثم بعد ذلك التخفيض التدريجي للدواء، فالتزم بهذا المبدأ العلاجي، عشرة مليجرام من السبرالكس جرعة معقولة جدا، لكن القناعات العلمية أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما.
إذا بعد مضي شهر على جرعة العشرة مليجرام يمكن أن ترفع إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميا، وهذه تحتاج أن تتناولها من ثلاثة إلى ستة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
ما ينصحك به طبيبك في الأردن يجب أن تلتزم به، يعني رأيه يجب أن يكون هو الرأي الأول.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.