الخوف من الموت أثر على حياتي وسبب لي انعزالاً عن العالم!

0 177

السؤال

السلام عليكم..

عمري 22 سنة، بدأت قصتي قبل 4 سنوات، عندما أحسست بتسارع شديد في ضربات القلب، مع خفقان، ذهبت على جناح السرعة إلى مستشفى، فتم عمل تخطيط للقلب، وكان سليما، وشرح الطبيب لي الحالة على أنها حدثت بسبب ضغوطات النفسية، والإكثار من المنبهات بسبب أنني كنت مجتازا لامتحان البكالوريا، وترافقت الحالة مع الخوف من الموت.

بعد اجتيازي للامتحانات ذاك العام، اختفى كل شيء، وعدت إلى حياتي بشكل طبيعي، لتعود لي نفس الحالة ولكن بشكل قوي قبل 4 أشهر، فشعرت بشعور غريب، وكأني قريب من الموت، مع عدم إحساسي بنفسي، وتسارع شديد في نبضات القلب، وضيق التنفس، وخوف شديد، فذهبت إلى مستشفى، فعملت تخطيطا للقلب مرة أخرى، فظهر كل شيء سليما، وقال لي الطبيب نفس كلام المرة الأولى، ومنذ ذلك الوقت صارت هذه الحالة تأتيني بصورة شبه يومية، وتارة تختفي لأسابيع مع الخوف الشديد، من الموت فصرت أخاف حتى من السفر خشية من التعرض لحادث، وصرت دائم الانشغال بقلبي، وأضع يدي على رقبتي لقياس عدد النبضات.

وهذه الأيام صرت أشعر بعدم انتظام ضربات القلب، وأشعر بوجود نبضة قوية زائدة، وتستمر الحالة لساعات، ولا تأتي بشكل يومي.

مع العلم: أني توقفت عن شرب المنبهات، وأني غير مدخن، لكني كثير السهر وعندي أرق.

أرجو منكم الحل لمشكلتي، لأنها أرهقتني كثيرا، وصار عندي انعدام في التركيز، مما أثر في مردودي الدراسي.

وللعلم: فأنا طالب جامعي، وكثير السفر، وإنسان رياضي واجتماعي، ولكن هذه الحالة سببت لي انعزالا عن العالم الخارجي، وصرت أخاف من ممارسة الرياضة أو حتى الخروج خوفا من الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

وصفك لحالتك دقيق وجيد، ونشخص حالتك هذه بأنها حالة قلقية رهابية، والذي حدث لك من تسارع شديد في ضربات القلب مع الخفقان، وبعد ذلك دخلت في مسلسل الخوف -خاصة الخوف من الموت-: هذه النوبة تسمى بنوبة الفزع أو الهرع أو الهلع، وهو نوع من الخوف النفسي الحاد جدا والمرتبط بالقلق، ولا تعرف أسبابه، في معظم الأحيان لا يوجد سبب حقيقة.

بعض الناس لديهم قابلية واستعداد لهذا النوع من المخاوف، وتأتي الشفقة والخوف للذي يصاب بهذه الحالة أنه قد أوشك أن تأتي منيته أو أنه مصاب بمرض في القلب، ويبدأ في هذه الهواجس والوساوس.

الحالة -أيها الفاضل الكريم- حالة نفسية بسيطة، والأعراض الجسدية التي أتتك ناتجة من شدة إفراز مادة الأدرينالين في الدم نسبة للقلق، وإن شاء الله تعالى قلبك سليم ووضعك سليم.

وبالنسبة للخوف من الموت: هذا يجب أن تتعامل معه شرعيا، نخاف من الموت خوفا شرعيا، لكن لا نخاف منه خوفا مرضيا، وأعتقد أن ذلك معلوم لديك.

عش حياتك بصورة طبيعية، مارس الرياضة، الجأ لتمارين استرخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي وقبض العضلات وإطلاقها، وقد أشرنا إلى ذلك في استشارة بالموقع تحت رقم (1236015) أرجو أن ترجع إليها، وإن استطعت أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا أمر رائع، سوف يدربك الطبيب على هذه التمارين.

وأنت تحتاج أيضا لأحد مضادات قلق المخاوف، هنالك دواء رائع يسمى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) نعطيه دائما في علاج هذه الحالات، والدواء ممتاز، فإن ذهبت إلى طبيب فسوف يصفه لك، والجرعة في حالتك بسيطة، تبدأ بخمسة مليجرام- أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام-، تناول تلك الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة شهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجراما يوميا، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقل إلى الجرعة الوقائية وهي عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الاستالوبرام سليم وغير إدماني وغير تعودي، فقط قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الهرمونات الذكورية أو الصحة الإنجابية، وهو قطعا غير إدماني.

لابد أن تمارس الرياضة، لابد أن تتواصل اجتماعيا، نظم وقتك -أيها الفاضل الكريم- وركز على دراستك، وهواية السفر: لا بأس بها، لكن يجب ألا تتعارض مع تحصيلك الدراسي.

النوم الليلي هو أفضل أنواع النوم، وتجنب النوم النهاري هو من أفضل السلوكيات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات