السؤال
عانيت من مشكلة نوبة الهلع قبل سنتين بسبب تدخيني الحشيش لمرة واحدة، وكانت أول وآخر مرة في حياتي.
أصبت بعدها بنوبة هلع شديدة تزامنت مع نقص شديد بفيتامين ب 12 بنسبة 129، والحمد لله تعالجت من النقص، وذهبت لطبيب عام من أجل نوبة الهلع، ووصف لي دواء ديناكسيت. تحسنت قليلا، لكن لم تختفي نوبة الهلع، ثم راجعت الطبيب ووصف لي دواء ليسيتال (سيتالوبرام) قبل سنتين وتناولته من 2014 إلى الآن، والحمد لله بفضل الله خفت حالتي، لكن كل ما أريد أن أنقص الجرعة تدريجيا أو أوقف العلاج تصيبني حالة من الغثيان والدوخة والقلق والتعب العام بكامل الجسم، ثم أعود أتناول الدواء، علما أني تناولته في البداية 10 ملغ، ثم 20، ثم 40، وحتى الآن أتناول 40 ملغ حبتين باليوم 20 ملغ.
هل يجب أن أتناول الدواء مدى الحياة؟ وهل يكون هناك ضرر في تناوله مدى الحياة؟ وهل هو آمن؟ مع العلم أن شخصيتي قلقة وعصبية ودائم التفكير.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ lieth حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: نوبات الهلع من الأعراض المصاحبة دائما لتناول الحشيش، ويمكن أن تحدث مع أول سيجارة، أو تحدث مع تدخين الحشيش لفترة من الوقت، وتستمر حتى بعد التوقف من الحشيش لفترة، حتى يتم علاجها والتخلص منها نهائيا، وعلاجها أولا يكون بالتوقف عن تدخين الحشيش نهائيا، وهذا ما فعلته أنت، والحمد لله، ثم بعد ذلك تناول الأدوية، وأحسن أدوية لنوبة الهلع المصاحبة للحشيش هي ما يعرف بمجموعة الـ (SSRIS) وهي مجموعة تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الموصلات العصبية بالمخ، والـ (سيتالوبرام) الذي تناولته أنت هو من هذه الفصيلة.
طبعا الجرعة التي تتناولها أنت جرعة متوسطة، الجرعة العادية عادة تكون عشرين مليجراما، وأربعين مليجراما هي جرعة متوسطة، واستمرارك عليها لفترة طويلة قد يكون السبب الآن في حدوث الغثيان عند التوقف منها.
إذا عليك بالتوقف من تناول الاستالوبرام توقفا تدريجيا لأنك استمررت عليها لفترة طويلة. أنصحك بأن تخفض الجرعة إلى ربع الجرعة - أي عشرة مليجرام لمدة أسبوعين كاملين - تأخذ ثلاثين مليجراما لمدة أسبوعين، وفي حالة اختفاء الغثيان بعد ذلك تخفض عشرة مليجرام أخرى لمدة أسبوعين آخرين، حتى تكون عشرين مليجراما، وبعدها تخفض عشرة مليجرام أخرى حتى تكون الجرعة عشرة مليجرام فقط لمدة أسبوعين آخرين، ثم بعد ذلك خمسة مليجرام لمدة أسبوعين، ثم التوقف من الدواء، أي تحتاج على الأقل لأكثر من شهرين للتوقف عن الدواء.
الشيء الآخر: طالما أنت ذكرت أنك شخصية عصبية وقلق فقد يكون أيضا الدواء يساعدك في هذا الشيء، وإذا كنت لا تريد أن تأخذ الدواء لفترة طويلة فعليك بالعلاج النفسي، تحتاج إلى علاج نفسي لمساعدتك في مشاكل سمات الشخصية العصبية والقلقة، وذلك بأن تتعلم الاسترخاء، الاسترخاء النفسي، إما عن طريق الاسترخاء العضلي أو عن طريق الاسترخاء بأخذ نفس عميق لفترة من الوقت حتى يتم الاسترخاء التام، ويمكنك الاستفادة من هذا الرابط: (2136015).
وعليك بممارسة أشياء أخرى مثل الرياضة، خاصة رياضة المشي، امش لمدة ساعة يوميا، وأيضا الالتزام بالصلاة - يا أخي الكريم - خاصة صلاة الجماعة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، فإنها تؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال.
وفقك الله وسدد خطاك.