السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، مشكلتي عدم الرضى بوضعنا المادي الحالي، رغم أن أمورنا على ما يرام -ولله الحمد-، لكنني أصبحت معقدة من بيتنا وكلام الناس عنه، فكلما جاء أحد لزيارتنا يسألنا لماذا لا تغيرون بيتكم القديم هذا وأنتم تمتلكون بيتا غيره، وأشعر بالإحراج عند زيارة صديقاتي لي، وأبحث عن الأعذار، وأجلس مهمومة طوال الوقت في التفكير ماذا سأفعل عند زيارتهم لي؟ وماذا سيقولون عن بيتنا؟
تعبت نفسيا، ولم يعد لدي الثقة في ذاتي، فما رأيكم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تمارى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأصل أن المسلم يقنع بما رزقه الله ويحمده على ذلك، وينظر إلى من هو أقل منه في نعم الدنيا، حتى يشكر الله على ما أعطاه، لأن النفس البشرية لو ضلت تتطلع إلى ما في أيدى الناس، ومن هو أكثر منها نعما، لازدرت نعمة الله عليها، ولما اقتنعت بما عندها.
ولعل والدكم لديه أسباب تمنعه من الانتقال إلى البيت الآخر، ويرى من المصلحة أن لا يخبركم بها، فلماذا تقدمون قول الناس على قوله، ولماذا تفتحون آذانكم لسماع أقوال الناس؟
لذا أنصحك -أختنا- بالقناعة والثقة بالنفس، وعدم السماح لصديقاتك بالتدخل في شؤنكم الخاصة، وإذا فتحوا هذا الموضوع معك مرة أخرى حاولي إغلاقه بكل شجاعة، وأبلغيهن أن هذا من التدخل في الخصوصيات، ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، صحيح أنك ستواجهين مشكلة في بداية الأمر وإحراج، لكن هذا هو العلاج حتى لا تصبح زيارتهن لك كابوسا يسبب لك الهم والقلق، ولا داع للخجل أو التبرير، فهذا أمر اعتيادي، وليس عيبا، وعسى الله أن ييسر أموركم، وتنقلوا إلى بيتكم الآخر، فالصبر مفتاح الفرح.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.