السؤال
السلام عليكم.
أعاني من ألم نفسي ومعنوي بسبب أسرتي، حيث أن أبي وإخوتي يصفوني بالمجنون، ويتكلمون عني، ويهلكون ممتلكاتي، فكيف أتصرف معهم؟
وأما الجيران فإنهم يضروني معنويا، حيث يحتقروني ويستهزئون بي، ويروني عديم الفائدة، علما أني لا أهتم بمراقبة الناس، والاشتغال بهم، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معهم؟
لقد كرهت إخوتي والناس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا الذي يزعجك، ولا شك أنه مؤلم لك، وكما يبدو، أعانك الله وخفف عنك بعض هذه المعاناة.
من الواضح أن عندك خصالا حميدة -ما شاء الله- كعدم رغبتك أو قيامك بالتدخل في خصوصيات الناس، فهذا خلق طيب تشكر عليه، إن من طبيعة الحياة أن يختلف الناس أحيانا، ولكن المؤلم أن هذا الخلاف قد يكون أحيانا بين الإنسان وبين أقرب الناس إليه، وهذا ما يجعل الأمر في غاية الصعوبة والحرج.
طبعا من الصعب علينا من خلال ما ورد في رسالتك، ومن خلال استشارة عن بعد، فمن الصعب معرفة تفاصيل الأمور، وبالتالي من الصعب أيضا أن تكون توجيهاتنا واضحة ومحددة، ولكن سأذكر أنه وبشكل عام، ما من مشكلة إلا ولها حل، أو حتى حلول، إذا أحسنا التعامل معها.
ونصحيتي لك: عدم مواجهة هؤلاء الذين يزعجونك، فهذا قد يؤدي للمزيد من الخلاف والشجار، ولكن هل هناك أحد في الأسرة الصغيرة أو الكبيرة ممن تثق بحكمته في التعامل مع الأمور، ولديه خبرة طيبة في الحياة؟ فعسى أن يدخل حكما بينك وبين أفراد أسرتك على الأقل، فإذا صلح الأمر بينك وبين أسرتك، فالأمر الأسهل أو الأقل أهمية: هو الإصلاح من الناس من خارج الأسرة كالجيران مثلا.
فإذا وجد هذا الشخص، كأن يكون كبير العائلة، فيمكنك الحديث معه، أو حتى تقديم الشكوى له، وهو يمكن أن ينصح بما يمكنك عمله في هذه الظروف الصعبة، وإن لم يوجد هذا الشخص في الأسرة، فهل يمكنك مثلا أن تتحدث مع إمام المسجد القريب منكم؟ وهو لا شك يعرفك ويعرف أسرتك، ولعله يكون ذلك الحكم أو المصلح في صعوبات هذه العلاقات.
وأدعوه تعالى أن يلهمك الصبر، وأن يشرح صدرك للحل المناسب، وأن ييسره لك.