السؤال
السلام عليكم..
الدكتور/ محمد عبدالعليم مرحبا بك، أعاني من مشكلة الضحك والابتسامة.
أولا: في البعض المواقف أضحك من غير ما تكون عندي الرغبة للضحك، ولكن لا أستطيع أن أقاوم.
ثانيا: أضحك بصوت عال وأضحك لأتفه الأسباب، حتى حين يسلم شخص علي فإني قد أرد السلام مع ضحكة أو ابتسامة، وكذلك أبتسم في العزاء، أو إذا تحدث معي شخص فأنا أبتسم، وعندما أكون مع مجموعة وأكون سعيدا حينها، فإذا تكلم شخص ما وجدت نفسي الوحيد الذي يضحك.
ثالثا: أثناء حديثي وخاصة عند ذكر موقف طريف أو أي كلام أضحك، حتى أن من يستمعون إلي لا يضحكون، وتكون ردة فعلهم عادية.
رابعا: عندما أكون لوحدي أو أمشي في الشارع أتذكر بعض المواقف الطريفة فأضحك أو أبتسم.
شكرا لكم كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omer al omer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
هذه ليست علة مرضية، هي عادة مكتسبة ذات طابع وسواسي، وأتفق معك أنها غير مقبولة من الناحية الاجتماعية. يجب أن تروض نفسك وتدربها وتهذبها، وتضع الضوابط التي من خلالها تستطيع أن توقف هذا الضحك المفرط، والذي لا داعي له.
ومن التمارين البسيطة جدا هي:
- أن تجلس على كرسي مريح في مكان هادئ –في غرفة هادئة مثلا–، وتتأمل في هذا الضحك الذي يأتيك، ومن ثم تتذكر حادث سيئا أو بشعا أو محزنا، وتربط ذلك بهذا الضحك، هنا مع هذا التمرين سوف تجد أن الضحك قد توقف، وأن مشاعرك قد تبدلت.
قطعا أنا لا أريدك أن تكون متشائما، لكن هذه أحد الوسائل التي يمكن أن تحيد بها هذا الضحك.
- وأريدك أيضا أن تلجأ لطريقة تسمى (إيقاف الفكر)، أو (إيقاف الفعل)، وهي: أن تتصور نفسك أنك تضحك في موقف لا يستحق الضحك، وبعد ذلك قل لنفسك (قف، قف، قف) كأنك تخاطب الفكرة كفكرة سخيفة ووسواسية.
- تمرين آخر: أن تضع الرباط المطاطي -الذي يربط به الأوراق المالية- حول رسغ يدك، واختر النوع القوي والسميك نسبيا، وتأمل في هذا الضحك الذي يأتيك، وقم بجذب هذا الرباط المطاطي ثم أطلقه على رسغك حتى تحس بالألم ويؤدي إلى ألم صاعق ومؤلم، وتكرار هذا التمرين عشرين مرة متتالية، أي تتأمل أنك تضحك، أو قم بالضحك فعلا واضرب على يدك من خلال هذا الرباط المطاطي.
الفكرة هنا أن تدخل على نفسك شعورا مختلفا، الألم شعور مرفوض، شعور غير مقبول، ولا يريده الإنسان، وحين تربطه بهذا الضحك السخيف سوف يوقف ويحد من هذا الضحك. وهكذا.
إذا هذه التمارين السلوكية مجربة وممتازة، لكن لابد أن تضع لنفسك الضابط الفكري، فكر في هذا الأمر، لا تقبله أبدا.
- وأريدك أيضا أن تكون مع الجادين، أن تتصور نفسك في مواقف تتطلب الجلد والشعور بالمسؤولية، وهكذا يمكن تدريبيا أن تتخلص من هذه العادة -إن شاء الله تعالى-.
في بعض الأحيان وجد أن الأدوية المضادة للوساوس قد تفيد، لكن لا أعتقد أنك في هذه المرحلة تحتاج لهذا النوع من العلاج الدوائي، فقط تعامل مع الموضوع بصورة فكرية، حلله، ثم ارفضه، وطبق ما ذكرته لك من تمارين، أسأل الله أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.