أعاني من اضطراب الآنية، ولا أعلم هل شفيت أم لا؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بعد الشكر أرجو مساعدتي في أقرب وقت، وأرجو الرد على مراسلتي في أسرع وقت.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2316941، لقد واصلت حالتي النفسية في التحسن، إلى أن وصل لي ردكم على استشارة بعنوان: اضطراب الأنية، التغرب عن الذات، ويظهر في حين آخر على شكل قلق وتوتر، إن اضطراب الأنية عكر لي صفو حياتي من جديد، حتى استسلمت، وأصبحت أفكر في الانتحار، خاصة بعدما قرأت عن العديد من الحالات التي لم تشف من هذه الحالة.

أشعر بالضياع، ولم أستطع تفسير حالتي، وأصبحت لا أقدم على فعل الأشياء التي أحبها نتيجة هذه الحالة، ولا أستمتع بها إن فعلتها، فلم أعد أهتم بدراستي، ولا مظهري الخارجي، وحاولت فهم حالتي التي تتراوح بين عدم التركيز، والشعور بأن عقلي كأنه في حالة تخدير، وأشعر أحيانا بثقل في عقلي، ودرجة حرارة عالية به، وأحيانا بضعف في الإدراك، وقلة في التركيز، وتغير في الرؤية.

أحيانا أشعر بالتحسن، وهو شعور أشعر به بمفردي دون المحيطين بي، شعور متجمد من فرح أو حزن لا أعرف وصفه، لكن هذا الشعور يمنعني من الاندماج في محيطي، يرافق هذه الحالة أحيانا أعراض جسدية مثل: ارتفاع الحرارة، أو وجع في أجزاء معينة في جسدي دون غيرها، مثل القلب والصدر والظهر، وأحيانا أشك في الأحداث المتتالية، مثل وضع شيء في مكان معين، ثم أنسى أين وضعته، ولا أركز بالمكان الذي وضعت به الأشياء، ويقل تركيزي للأشياء في الأماكن الشاسعة، أو في مدينة غير مدينتي، أو عندما أستيقظ من النوم مباشرة.

في الأيام السابقة شعرت بأنني شفيت، لكن تفكيري في الحالة السابقة يجعلها تعود لي ثانية، فأصبحت أشعر كأنني مثل الآلة التي تحركها العقاقير، وإن شفيت منها ستعود لي من جديد من أول حالة قلق بسيطة، علما أنني أحيانا تكون لدي العزيمة، وأقول: إنها حالة وسمتضي، وسيأتي يوم وأشفى، وأن هذه الأشياء مجرد تهيئات نفسية وستزول بعد يوم أو يومين، وأن حالتي جيدة، ولكن سرعان ما تعود لي الحالة بمجرد التفكير، ولا أعلم كيف أعرف أنني شفيت؟

مشكلتي ليس فيها من مواصفات اضطراب الأنية: تغير الآخرين، أو تغير شخصيتي، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ manai حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أبدأ بالإجابة على استشارتك من آخر سؤال طرحته في رسالتك، وهو كيف تعرف أنك عوفيت أو شفيت؟ تعرف أنك شفيت إذا وقفت الأعراض التي تشتكي منها، وصرت تمارس حياتك بصورة طبيعية في عملك، في محيطك الاجتماعي، وفي محيطك الأسري أو العائلي.

الأخ الكريم: -الحمد لله- ذهبت عنك أعراض اضطراب الأنية، ولكن التفكير الشديد والتفكير في ماذا تعاني منه؟ والانشغال بالنفس، والتفكير في الأمراض الخطيرة، والأعراض الجسدية المختلفة، وكل هذه الأشياء يدور في داخلك أنت، ولا يلاحظه الآخرين، هو نوع من أنواع القلق والمخاوف الوسواسية، ليس إلا.

معظم الناس الذين يعانون من القلق والمخاوف الوسواسية يعانون بصمت في داخلهم، لا يلاحظ الآخرون عليهم أعراضا، مثل: مريض الاكتئاب الشديد، أو مريض الوسواس القهري الاضطراري الذي يأتي بأفعال كثيرة مثل غسل اليد بكثرة، أو إعادة الوضوء، أو غيرها، هؤلاء الناس -وأنت منهم- يعانون في داخلهم، لأن كل ما يشعرون به بداخلهم، الخوف والتفكير الزائد الذي يكدر عليهم حياتهم، ويتألمون بصمت، ويناضلون أو يقاومون من أجل الاستمرار في الحياة، وهذا ما تعاني منه: قلق ومخاوف وسواسية كجزء من القلق النفسي.

الأخ الكريم: تحتاج للاستمرار في العلاج، خاصة العلاج النفسي، العلاج النفسي مهم في حالتك، إذ تتعلم مهارات لتفكر في أشياء أخرى، ولتعلم الاسترخاء النفسي، إذا كنت مسترخيا نفسيا فبالتالي سيتوقف القلق والتفكير السلبي، إذا تحتاج إلى تواصل مع معالج نفسي ليعلمك أساليب للتخلص من هذا التفكير السلبي الزائد، والتركيز على أشياء عملية تبعدك من هذا التفكير السلبي، ركز في هوايات عملية حركية، لا تحاول أن تكون منفردا معظم الوقت، مارس الرياضة، وإن كان لا بد من علاج دوائي فهناك أدوية تساعد في هذه الأشياء.

إذا ما عليك إلا المتابعة مع طبيب نفسي الذي بدوره سوف يحولك إلى معالج نفسي، وتتبع الأشياء التي ذكرتها لك من الرياضة، وممارسة الهوايات المختلفة التي تساعد في الاسترخاء، وتقلل من التفكير السلبي الزائد.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات