السؤال
السلام عليكم.
شكرا لكم على هذا الموقع، أنا شغوفة جدا بموقعكم، وأتمنى أن تفيدوني.
أنا فتاة عمري 25 سنة، جامعية، ولا أعمل، ولا أستطيع مراجعة الطبيب النفسي، منذ عام وشهرين أحسست بضربات القلب ورعشة مفاجئة، وكأنني سأموت، فذهبت إلى الطوارئ، وكانت النتيجة سليمة، وقيل أنه توتر بسيط.
عادت الأعراض مرة أخرى، واستمرت إلى الآن، ذهبت إلى الطبيب، وأجريت تحليلا للدم، وإيكو على القلب، وكانت الأمور جيدة.
بدأت رحلتي مع الخوف من الموت والوسواس، والآن أشعر كأنني لست موجودة، وأحس بقلق شديد، وألم في المعدة، وطنين في الأذن، فراجعت طبيب الأذن، فوصف لي بيتاسرك، وقال: أني سليمة، وأشعر بألم في الرأس، لا أستوعب الأحداث والأماكن، ودوخة أخشى منها الوقوع، وغشاوة على العينين، والشعور باللاواقعية.
أنا مقبلة على الزواج، ولست سعيده لأنني أعاني من هذه المشكلة، وعائلتي أصبحت لا تطيقني، وتتهمني بالجنون، صارت حياتي كابوسا.
أرجوكم أفيدوني، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة: ما حصل معك منذ عام وشهرين هي نوبة هلع، وطبعا نوبة الهلع تعتبر من اضطرابات القلق، وهو اضطراب نفسي، وليس عضويا أو بدنيا، ولذلك تكون كل الفحوصات سليمة عادة، وبعدها حصل معك اضطرابات قلق وتوتر، وطنين الأذن ومشاكل المعدة عادة تكون مع القلق والتوتر، هذه كلها اضطرابات نفسية، ولذلك تكون كل الفحوصات سليمة، وطبعا الإقبال على الزواج يشكل أيضا ضغطا نفسيا على المرأة، ما قبل الزواج والترتيبات والانتقال من الحياة مع الأهل إلى الانتقال لعش الزوجية وتحمل المسؤولية يشكل ضغطا نفسيا على المرأة، بالرغم من أنه شيء تحلم به كل البنات، ولكنه يمثل ضغطا نفسيا عليها.
الأخت الكريمة: عليك بمحاولة الاسترخاء، الاسترخاء عن طريق التنفس المتدرج، بأن تأخذي نفسا عميقا بطيئا من الأنف - خمس أو ست مرات - وحبس الهواء في الصدر لزمن بسيط - خمس أو ست ثوان - أي تستنشقين الهواء ببطء، وتخرجينه ببطء وأنت مغمضة العينين، ويمكن تكرار هذا التمرين لعدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق العضلات، في كل مرة تقومين بشد مجموعة من عضلات الجسم ثم ترخينها، وأيضا يمكن تكرار هذا التمرين لعدة مرات في اليوم، وهذا سوف يساعدك كثيرا -إن شاء الله- في التغلب على القلق والتوتر النفسي.
الشيء الآخر: بدلا من أن تشتكي إلى الناس عامة، فإذا كان عندك صديقة تشاركينها همومك وتبثين لها ما يعتلج في صدرك.
أيضا يجب أن تتوقفي عن الزيارات المتكررة للأطباء، لأن هذا يدعم القلق ولا يساعد في التخلص منه، وأنصحك أيضا بالأشياء المهمة - يا أختي الكريمة - من المحافظة على الصلوات الخمس وقراءة القرآن والدعاء والذكر، فإن هذه الأمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وفقك الله وسدد خطاك.