السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية لكم الشكرعلى هذا الموقع الذي أراح الكثير من الناس، وأزال همومهم، فجزاكم الله خيرا.
أنا شاب عمري 37 سنة، تزوجت منذ 7 أشهر تقريبا من فتاة تبلغ من العمر 33 سنة، وهي فتاة ذات خلق ودين، ومن حفظة كتاب الله، مع الجمال الطبيعي -والحمد لله-، إلا أنها مقصرة نوعا ما في الحقوق الزوجية، فهي منذ زواجنا لم تتزين أو تتجمل، أو تلبس الملابس المغرية والجميلة، ولم أسمع منها أي كلام يشعرني بحبها، أو بسعادتها معي، وهي تعلم بتقصيرها في هذه النواحي، ولكنها لا تحاول حلها.
كلما تناقشت معها ولو من باب المزاح، فإنها تقول لي: إنها ستقوم بالخلع، أو الذهاب لبيت أهلها، مما يعطيني انطباعا عنها أنها لا تحبني، أو أنها تنتظر فقط الإنجاب ثم تقدم على الخلع، كما ذكرت لي ذات مرة أنها فكرت بالزواج من أي شخص بعد سن الثلاثين؛ لكي تنجب في أسرع وقت ثم تنفصل.
بت أعيش حالة من الملل في حياتي، وعدم الشعور بالأمان معها، رغم جمالها، ولكنني لا أجدها الزوجة التي يتمناها أي رجل، خاصة أنها حامل في الشهر الخامس، وكذلك قلقي من أن تطلب الطلاق بعد الإنجاب، خاصة أنها هي التي أصرت على التعجيل في الحمل.
أبكي على نفسي كلما سمعت عن اهتمام الزوجات بأزواجهن، والسؤال عنهم، والتزين لهم، وتدليلهم بالكلام الجميل، والغزل بكلام الحب، أو الغمز واللمس، ولا أجد منها ابتسامة أو ضحكة تدل على سعادتها بي.
رغم أن زواجنا منذ سبعة أشهر فقط، إلا أن حياتنا باتت لو أننا متزوجون منذ 20 سنة؛ ملل، وروتين، ولا عاطفة، رغم محاولاتي معها، لكنني أعبث بجسد ميت من المشاعر والأحاسيس، وفي الوقت الحالي أفكر بجدية في انتهاء علاقتي بها، والبحث عن زوجة أخرى أصغر في السن، وتكون أكثر حيوية منها، توفر لي هذا الجو الأسري والعاطفي الذي أحتاجة، خاصة في حال سقوط الجنين، كونه غير ثابت حتى الآن، فبماذا تنصحونني؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا أدري إن كانت زوجتك أرغمت على الزواج بك أم لا؟ غير أن الصفات التي تحملها زوجتك صفات طيبة، إلا أنها تعاني من الجفاف العاطفي، والذي قد تكون اكتسبت ذلك -والله أعلم- نتيجة لصدمات عاشتها، أو أن البيئة التي عاشت فيها بيئة جافة عن المشاعر العاطفية.
أتمنى أن تحاورها بالحسنى؛ لتتعرف على أسباب تعاملها معك بتلك الطريقة، وتذكرها بالله تعالى طالما وهي من حفاظ كتابه، وبالحقوق الواجبة عليها، وما لها من الأجر والثواب على إسعادها لزوجها، وما للكلمة الطيبة من الأجر، فالكلمة الطيبة صدقة، وابتدئها أنت بالكلام العاطفي، وتغزل بها حتى ولو لم تتجمل لك؛ فلعل ذلك يؤثر فيها، وكن مرحا في التعامل معها، مدخلا على قلبها السرور، ومبعدا عنه الأحزان والأكدار، واستغل وقت العلاقة الحميمية في بث مشاعر الحب، والتغزل بها وبصفاتها؛ فذلك الوقت من أفضل الأوقات لبث واستقبال المشاعر.
ولعلك تجرب أن تستخرج لبسا معينا من ملابسها، وتطلب منها أن تلبسه، أو تشتري لها كهدية، وتطلب منها لبسه، وهكذا بالتدرج قد تتقبل ذلك، ولا بد أن تتحلى بالصبر والتأني، ولا تتعجل يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (التأني من الله والعجلة من الشيطان)، ولا تصغ إلى كلامها من أنها تريد أن تخلف ولدا، ومن ثم تطلب الطلاق، فلعلها بعد أن تلد -بإذن الله- تحن لولدها، وتشعر بحاجتها إليك، وتتغير حياتها تغيرا جذريا، وما هو مقدر لك ستجده، وعسى أن تحب شيئا وفيه شر عظيم، وعسى أن تكره شيئا وفيه الخير العميم، كما قال تعالى: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
كما أنني أنصحك أن تكرمها، وأن تتعاهدها بالهدايا ما بين الحين والآخر؛ فالهدية تزرع المحبة في القلوب، كما قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (تهادوا تحابوا)، ولا تجعل حياتك تتأثر أو تتكدر بسبب جفافها العاطفي، مع تقديري لما تعانيه ولاحتياجك لإشباع عاطفتك، فالصبر عاقبته حميدة، وعليك بالتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يصلح لك زوجك، وأن يلين قلبها، ويقذف فيه محبتك، ولا بأس من الاستعانة بعد الله تعالى بأمها وأبيها إن رأيت أنها ستتقبل منهم، وكان بالإمكان أن يؤثرا عليها، وهكذا من هن أقرب إلى قلبها من النساء اللاتي ترى أنها تقبل كلامهن ونصحن، فاجعل بعض محارمك يطلبن منهن بطريقة حكيمة التأثير عليها، وكل ذلك دون إشعارها بأنك من طلب ذلك، وابذل كل الأسباب المتاحة في تعديل سلوكياتها، وأسأل الله تعالى أن يلين قلب زوجتك، وأن يقذف في قلبها محبتك، ويسعدك ويجعلها قرة عين لك، ويجعلك قرة عين لها إنه سميع مجيب.
والله الموفق.