سيتم تزويجي رغما عني، فما نصيحتكم لي؟

0 174

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 عاما، أدرس في الكلية في السنة الأولى، منذ 3 سنوات جاءني أبي بطلب من شاب يقربنا يرغب في الزواج بي، في البداية لم أستطع قول شيء، لقد كنت مستغربة، ولكن أبي وأمي أخبراني بأنه سيكون مجرد تعارف، وإذا لم يحصل بيننا تفاهم فسيتم الرفض، فوافقت إرضاء لرغبة أبي وأمي، وحتى لا أظلم الشاب.

عائلة الشاب من أعز أصدقاء أهلي، يعيشون خارج البلاد، والشاب صغير عمره حوالي 23 عاما، يدرس في أمريكا، وقد تفاهموا مع أبي على أن أكمل دراستي الجامعية خارج البلاد، ولكن بعد أشهر لم أستطع التأقلم مع الشاب، فأخبرت أبي بأني لا أريد أن أكمل معه، فرفض رأيي، وقال بأنه لا عيب في الشاب، وأنه إن كنت قد رفضت لأني لا أحبه، فالحب يأتي بعد الزواج لا قبله.

حاولت إقناع أبي مرات عدة، ولكن لا جدوى، والآن مرت حوالي 3 سنوات، ولكني لم أحب الشاب كحبه لي، بل وأحس كثيرا بالمقت تجاهه، و لكن شعوري يزول حينما أتذكر أنه لا ذنب له.

ولكن بعد شهر سيكتب كتابنا، وسنقيم الزواج بعد 6 أشهر، فهم يريدون تحضير الأوراق المطلوبة لخروجي معه خارج البلاد.

والحقيقة أن أهلي علموني الاعتماد على نفسي منذ طفولتي، فأنا الفتاة الكبرى، ولذا أحس بأنهم يعتقدون أني ما دمت جاهزة من ناحية الطبخ والتنظيف، وأعتمد على نفسي، لذا يرون أني قادرة على بناء عائلة، ولكني تعبت ولم أحب الشاب إلى يومنا هذا، وأصبحت أحس بألم في صدري، وأحيانا صعوبة في التنفس، وأصبحت أدعو أن يأتيني مرض أو علة ما قبل كتب كتابي ليلغى هذا الزواج الإجباري.

أصبحت أشعر بألم داخلي كلما ضحكت، ورغم أني فتاة عرفت بضحكتها، إلا أنني أحيانا لا أتحمل ما أحس به، فتعلوني كآبة.

أرجو منكم النصح والإرشاد، فقد تعبت من التفكير لوحدي، ولم أعد أستطيع التحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتي الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

لم تذكري لنا شيئا من صفات هذا الشاب، فهل هو على دين وخلق أم لا؟ فالحرص على الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة هو المطلوب، كما وصانا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

إن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فالذي أنصحك به أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور، ولا داعي أن ترفضي، فقد فوضت أمرك إلى الله، وسيختار الله لك الخير، فتوكلي على الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة، فهذا يعني أن الله اختاره زوجا لك، وإن كان لم يختره لك، فسوف ترين أن الأمور تتأزم وتنتهي بانسحابه أو انسحاب أهلك.

الشيطان قد يقذف في قلبك عدم الرضى به لأنه لا يحب العفاف والستر للمسلمين، ثم إن من الشباب من يخطبون ويتزوجون مباشرة ولم يكن لهم أي تعرف مسبق بتلك الفتيات، ويقذف الله الحب في قلوبهم، ويعيشون في سعادة غامرة، ولا يلزم أن يكون الحب مسبقا، بل مع المعاشرة ينبني ويتقوى الحب.

والمطلوب منك ألا تعطي عقلك رسائل سلبية فيؤثر ذلك على حياتك وسلوكياتك معه، ولعلك تجدين فيه من الصفات الطيبة الشيء الكثير ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

لم يكن المسلمون من قبل يبنون علاقات حب وغرام مع من يريدون الزواج بهن من قبل الزواج، وكانوا يخطبون وينظرون النظرة الشرعية، ومن ثم يتزوجون، ويقذف الله المحبة والرحمة في قلوبهم، لأن ذلك آية من آيات الله تعالى، لا يقدر الإنسان على زرعه بنفسه، يقول تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون)، ولذلك كانوا يعيشون في أرقى حب وأعظم رومانسية.

أما ما هو حاصل اليوم، إنما هو تأثر بنمط الحياة الغربية.

أسأل الله لك التوفيق والسعادة، وأن يختار لك ما فيه الخير، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات