السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الحبيب محمد: أرغب في استشارتك في بعض الأمور، لعلها تفيدني وتفيد من يقرأ الاستشارة بعدي، وكل من يعانون مثلي.
قبل 16 سنة، وفي طريق العودة من السفر، أصبت بنوبة هلع شديدة، ولم أتمكن من إكمال الرحلة بسببها، فتواصلت مع أسرتي لنقلي من الطريق إلى المنزل.
ذهبت إلى أحد الأطباء، وصرف لي سيبرام لمدة ستة أشهر، بعد فترة عدت إلى طبيعتي -بفضل الله- وقمت بمزاولة حياتي بشكل طبيعي، وبعد أربعة أعوام أصبحت الحالة تراودني بشكل متقطع، رجعت إلى عقار السيبرام، ومن ثم الفافرين، وبعد ذلك السيروكسات، والسيبراليكس، وكل ذلك كان دون استشارة طبية، كنت في كل فترة أقوم بتغيير الدواء حسب ما أقرأ في الإنترنت.
منذ شهرين تدهورت حالتي جدا، وذهبت إلى الطبيب، وأقترح العودة للسيبرام مرة أخرى، لأنني استفدت منه بالمرة الأولى، وخفض جرعة السيبراليكس، ورفع جرعة السيبرام إلى 20 ملجم مرتين يوميا، تناولت العلاج لمدة شهر، وكانت حالتي تتأرجح بين الجيد والسيئ، فعدت مرة أخرى إلى الطبيب، ورجح السبب إلى عدم استجابة الجسم للدواء، فأضاف البروزاك مع السيبرام لمدة أسبوعين، وبالفعل شعرت بتحسن كبير إلى أن حدثت الانتكاسة، فقد مرضت والدتي، وشعرت بالخوف عليها بشكل مبالغ، تحدثت مع الدكتور، وطلب إيقاف السيبرام والاستمرار على البروزاك، حبتين يوميا، جرعة 40 ملجم.
أصبحت حالتي تتدهور إلى الأسوأ يوميا، أشعر بأنني سأفقد عقلي في أي وقت بسبب كثرة الأفكار، أشعر بخوف شديد جدا، قبل يومين أضفت مع البروزاك والسيبراليكس 10 ملجم، لأنني أظن بأنه سريع المفعول.
استفساراتي لكم:
- هل الانتكاسة الحالية أقوى من انتكاستي الأولى؟
- هل هناك أمل في الشفاء؟
- تناول البروزاك مع السيبراليكس هل يعد آمنا وجيدا وله فاعلية؟
- متى يمكنني أن أرى فائدة من استخدام البروزاك مع السيبراليكس؟
- هل يمكنني استخدام الزاناكس؟ وما رأيكم فيه؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك –أخي– على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.
ما انتابك فيما سبق هي نوبة هلع –كما تفضلت–، والآن أنا أرى أن العسر المزاجي والشعور بشيء من الكدر هو الذي يهيمن عليك، وأعتقد أن الفكر السلبي وكذلك القلق التوقعي جعلت أعراضك تزداد.
فيا أخي الكريم: اطمئن، حالتك -إن شاء الله- ليست حالة مستعصية أبدا، من الأشياء التي هي الآن في متناول الطب والإرشاد النفسي، وأكثر ما أنصحك به هو تغيير نمط حياتك، أدخل إيجابيات على حياتك، أدخل مستحدثات وأشياء جديدة على حياتك، لا تتبع الروتين الممل، القراءة –أخي– الاطلاع، ممارسة الرياضة، حسن التواصل الاجتماعي، الدخول والتخطيط في نوع من المشاريع التي تعود عليك بفائدة، هذا –يا أخي الكريم– كله يفيد، ويفيد جدا، والدعاء –أخي الكريم– وأن يكون الإنسان متيقنا بما يدعو به، (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).
أريدك أن تجعل منهجيتك هي الفكر الإيجابي، حين تأتيك هذه المشاعر المحبطة تحدث مع نفسك، ناقش نفسك: (لماذا أشعر هكذا وأنا لدي كذا وكذا وكذا؟)، هنالك أشياء جميلة في حياتك يجب أن تنظر إليها، وتضخمها، وذلك يساعدك في تقليص السلبيات.
أخي الكريم: العلاج الدوائي إضافة جيدة لا شك في ذلك، وأنا أقول لك أن البروزاك سوف يفيدك، اصبر عليه، والبروزاك يتميز بأنه لا يؤدي إلى آثار انسحابية حين التوقف عنه، وهذه ميزة كبيرة جدا، وجرعة الأربعين مليجراما هي جرعة فاعلة، وفاعلة جدا.
أنا أرى: لا داعي لاستعمال السبرالكس، البروزاك سوف يقوم -إن شاء الله- بالأثر الكيميائي الإيجابي.
نصيحتي لك هي أن تتناول أحد الأدوية التي تلطف عليك قليلا، عقار (جنبريد)، والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، كداعم للبروزاك في هذه المرحلة أراه مناسبا جدا، والجرعة هي خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عنه وتستمر على البروزاك كما هو.
لا أقول لك أن تناول البروزاك مع السبرالكس أمرا ممنوعا، لكنه ليس محببا، لأنك مثل الإنسان الذي يتناول الأسبرين مع البنادول أو البروفين، كلها في طيف واحد، نعم السبرالكس يقال أنه الأفضل لعلاج نوبات الهلع والمخاوف وربما يكون الأسرع، لكن البروزاك أيضا دواء رائع ورائع جدا، قد يكون بطيئا في بعض الحالات، لكن حين يبدأ التحسن من خلاله مع الدعم السلوكي سوف يستمر هذا التحسن، وكما ذكرت لك حين تريد التوقف عنه لن تواجهك أي أعراض انسحابية.
أخي: الزناكس أنا لا أمانع في استخدامه قطعا، لكني أريد استعماله بصورة راشدة، وأحسب أنك سوف تلتزم بذلك. ربع مليجرام مرتين في الأسبوع لا مانع من ذلك، إلى أن تتحسن أحوالك، بخلاف ذلك لا أريدك أبدا أن تبني علاقة مع هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.