ما هو العلاج الدوائي المناسب لإدمان المواقع الإباحية؟

0 314

السؤال

بالأمس ذهبت لدكتور نفسي في محاولة لعلاج إدمان المواقع الإباحية، وكل الذي طلبه مني أن آخذ دواء moodapex 50mg لمدة أسبوع حبة واحدة يوميا.

هل من أضرار لهذا الدواء على المدى القريب أو البعيد؟ وهل من نصيحة؟

أنا الحمد لله أصلي، وفي أوقات أصوم النوافل، لكن عندي إعاقة تمنعني من ممارسة الرياضة cp.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدأ الممارسون للطب النفسي خاصة والمهتمون له بصورة عامة يتكلمون عن إدمان الإنترنت، وإدمان المواقع الإباحية أو إدمان الجنس أيضا، ولكن حتى الآن لم توضع خطة معينة لعلاج هذه الحالات، ويترك للطبيب المعني التصرف مع مريضه ومحاولة مساعدته.

المودابكس هو طبعا يسمى علميا (سيرترالين) وواضح أن الطبيب صرفه ووصفه لك على أساس أنك تعاني من وسواس قهري، فإدمانك على المواقع الإباحية تصرف الطبيب على أنه نوع من الوسواس القهري، ولذلك صرف لك علاج المودابكس/سيرترالين، وهو من فصيلة الـ (SSRIS) التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في دماغ الإنسان، وآثارها الجانبية قليلة على المدى القريب، وهي: قد تكون غثيان، أو آلام بالمعدة، ولذلك يستحسن أن يبدأ الشخص في تناوله بجرعة بسيطة، نصف حبة في الأسبوع الأول أو العشرة أيام الأولى، وبعد تناول الطعام، وعادة هذه الآثار تكون في الأسبوعين الأولين، وعلى المدى الطويل لا توجد آثار جانبية تذكر، ولكن إذا استمر فيها الشخص لعدة أشهر من المستحسن ألا يتم التوقف عنها فجأة ومباشرة، يجب أن يكون التوقف عنها بالتدريج، لأنه إذا تم التوقف عنها فجأة فسوف تحدث آثار انسحابية أو أعراض انسحابية لهذا الدواء. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى – يا أخي الكريم -: مع تناول الدواء أرى أن تتخذ بعض الأساليب السلوكية، والحمد لله أنت مواظب على الصلاة ومحافظ عليها، ومتدين، وإن شاء الله تنهاك هذه الأشياء عن المواصلة في هذا العمل، لأن الصلاة {تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}، ودائما ادع الله أن يخلصك من هذا الشيء، {فمن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}.

أيضا عليك اتباع أشياء محددة:
1. حاول ألا تفتح الإنترنت ليلا أو عندما تكون وحدك، أو عندما تكون متضايقا، أو عندما تكون قلقا.

2. حاول أن تشغل نفسك بأشياء أخرى تنفعك في دينك ودنياك وآخرتك، بأن تقوم فتصلي، بأن تقرأ القرآن، بأن تمارس الرياضة، بأن تستمع لحديث أو خطبة أو موعظة، بأن تتواصل اجتماعيا مع الناس، لا تنفرد بنفسك، لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

3. استعذ بالله من الشيطان واتخذه عدوا كما يتخذك عدوا ويدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والله تعالى يريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا ميلا عظيما، ويريد أن يخفف عنهم.
4. تذكر مراقبة الله لك، وأنه يعلم السر وأخفى وأنه، وأنه عليم بذات الصدور، وأنه عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرية في السموات ولا في الأرض، وأنه حليم بك ولم يعجلك بالعقوبة، فانتبه وارجع إلى ربك ولا تعد إلى ذلك أبدا، واعلم أن أكثر دخول الناس النار الفرج والبطن، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

5. ويمكنك أن تضع على رسغ يدك مطاطا بلاستيك (رابط الأوراق المالية) مثلا، وكلما تذكرت هذه المواقع الإباحية تقوم بشد ذلك المطاط بقوة وشدة على يدك حتى يحصل نوعا من الألم والانتباه إلى ما تفعله، وتكرر ذلك مرات متعددة، ثم انصرف عن التفكير في تلك الأمور الجنسية، ويسمى هذا بالعلاج التنفيري، وذلك حتى يتم التنفير ويتم فك الارتباط الشرطي عن التفكير أو مشاهدة هذه المواقع وربطها بإحداث نوع من الألم.

6. ذكر نفسك بقوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وبقوله: {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}، وبقوله: {وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر}... إلى غير ذلك من الآيات التي تحث على مراقبة الله تعالى وأنه معنا أينما كنا، وأن لدينا حافظين كراما كاتبين يعلمون ما نفعل وما نعمل وما نكسب وما نأتي وما نترك، {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عديد}، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.

7. ذكر نفسك بالنار وعذاب النار وعذاب القبر، وذكر نفسك بقوله تعالى: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}.

نرجو منك مراجعة الاستشارات المرتبطة: (3731 - 26279268849 - 283567).

هذا مع تناول العلاج الذي وصفه لك الطبيب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات