أعاني من الخوف الشديد من الموت، ما العلاج؟

0 163

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، طالبة في الجامعة، عندي خوف شديد من الموت على نفسي أو أهلي.

بداية الأمر كان موضوعا منذ الطفولة بوفاة ابن خالتي -رحمه الله- بحادث، أصبحت أكره السيارات والسفر، ولكن ليس كثيرا، وبدأت معاناتي حين توفيت صديقتي السنة الماضية -رحمها الله، كانت لا تشكو من شيء، توفيت وهي نائمة قيل سبب الوفاة سكتة قلبية.

أصبحت بعدها أكره النوم، وكثيرة البكاء ورجفة برجلي، وصداع دائم، ونبض سريع بالقلب والرأس، وضيق بالصدر، وأفكر أن أترك دراستي. دخلت بحالة اكتئاب شديدة، وتزداد حينما أتخيل أني أموت أو أحد أفراد عائلتي.

قرأت مرة -وهذا الذي زادني سوء- أن للموت علامات لا ينتبه لها إلا العاقل! أصبح حديث من حولي كله عن الموت، وهذا مات .. وهذه ماتت .. فأنهار وأقول هذه علامة موتي، وإذا قال لي أحد عن حديث بالمستقبل ويلحقها ( إذا أحيانا الله )، أقول سوف أموت، وإذا تصفحت تويتر أجد كلاما عن الأموات دون أن أبحث عنها، أو إذا فعلت عملا صالحا ويزداد عندي التعرق والرجفة حينها.

حالتي أصبحت جدا سيئة في نظرتي السلبية للمستقبل والتشاؤم، كنت مقتنعة أنه وسواس ولكن فجأة أصبحت أحس بقرب أجلي أو أني سأصاب بالجنون من هذا الهم.

آسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا الحال، أعانك الله وخفف عنك.

نعم لسبب أو آخر يمكن للإنسان أن يصاب بحالة من رهاب المرض والموت، وغالبا بسبب بعض الأحداث المؤلمة من الفقدان بالمرض والوفاة، كوفاة ابن خالتك ووفاة صديقتك المفاجئ منذ سنة، وإن كان في أحيان كثيرا قد لا ندرك سبب هذا الرهاب.

فمن الواضح من سؤالك أنك تعانين من هذه الحالة النفسية المعروفة من "رهاب المرض والموت" عندما ينشغل ذهن المصاب على صحته، معتقدا بأنه على وشك الموت، وبأن ملك الموت على وشك أن يأتيه، وأن لديه ربما مرض ما، كالسرطان أو نوبة قلبية أو غيرهما، وأن الأطباء إما أنهم يعلمون بهذا ولم يخبروه به صراحة، أو أنهم لا يعرفون لأنهم لم يكتشفوا هذا المرض بعد، وقد يعتقد الشخص أنه يحتاج للمزيد من الاختبارات والفحوص، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين.

صحيح أننا كمسلمين علينا أن نذكر الموت ونتعظ به، إلا أن هذا لا يعني أن نضطرب أو يمنعنا هذا التذكر من متابعة أنشطة حياتنا المختلفة، وبشئ من الاطمئنان.

وقد تترافق حالة رهاب المرض أو رهاب الموت ببعض الأعراض والتي هي أعراض حالة نسميها نوبات الذعر أو الهلع، حيث تنتاب الإنسان فجأة هجمة من تسرع نبضات القلب والارتعاش أو القشعريرة والتعرق، مما يزيد عنده من حالة الخوف... وليس غريبا أن يسرع المصاب إلى الطوارئ، وبعد القيام ببعض الفحوص والاختبارات وتخطيط القلب، تكون كل هذه النتائج طبيعية، ويكون الشخص عندها قد هدأت نفسه وانتهت النوبة، فيعود لبيته، وليعود مجددا لقسم الطوارئ بعد حين.

قد تكون هذه الحالة التي تمرين بها، إنما هي مرحلة عابرة، وليست طويلة، وهذا الغالب، وخاصة بوجود سبب واضح مما ذكرته أنت من وفاة ابن خالتك وصديقتك.

ولكن إذا طالت الحالة ولم تتحسن، وأزعجك الأمر كثيرا، فأرجو أن لا تترددي في مراجعة طبيب نفسي، حيث سيقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة والتي لم تخبرينا عنها كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية.... ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب.

فلا بد أولا من وضوح التشخيص، والذي يقوم بهذا هو الطبيب النفسي المتخصص، ونقول عادة أنه بلا تشخيص لا يوجد علاج فعال، وكما ذكرت أرجو أن لا تترددي في مراجعة طبيب نفسي عندك، ومن ثم ليصف العلاج المطلوب، وهناك أكثر من علاج بين العلاج النفسي المعرفي السلوكي، وهناك العلاج الدوائي، وسيناقش الطبيب النفسي الخطة العلاجية معك.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

عافاك الله، وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات