السؤال
السلام عليكم
زوجتي تعاني من تقلب المزاج، وحدة في الطباع عدوانية، وقد أثر ذلك سلبا في تعاملها معي، وفي واجبها الزوجي، وقساوتها معي لا تحتمل، حتى أني أصبحت أفكر بالطلاق، فهل توجد أدوية تعالج هذا؟
مع العلم أنها مرضعة، وعمرها 29 سنة.
السلام عليكم
زوجتي تعاني من تقلب المزاج، وحدة في الطباع عدوانية، وقد أثر ذلك سلبا في تعاملها معي، وفي واجبها الزوجي، وقساوتها معي لا تحتمل، حتى أني أصبحت أفكر بالطلاق، فهل توجد أدوية تعالج هذا؟
مع العلم أنها مرضعة، وعمرها 29 سنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن ننتبه إلى أن تقلب المزاج والعصبية قد يكونا عرضا، وليس المرض، أي أن عصبيتها بسبب أمر آخر، ربما لم ننتبه له، وليس مجرد أنها امرأة غير صالحة، ففي هذه الحالة هي تحتاج للوقوف معها ومساعدتها، وليس التخلي عنها بالطلاق، والله تعالى يقول {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، وهنا دور الرحمة، وخاصة أنها أم ولدك.
مما ورد في ذهني وأنا أقرأ سؤالك عدة نقاط حول ما وصفت في مشكلتك، وسأعرضها لعل فيها الفائدة.
أول ما خطر في البال وباعتبار أن طفلكم ما زال رضيعا، ويبدو أنه الطفل الأول، فهناك احتمال أنك زوجتك تعاني من شيء من الاكتئاب، وربما هو اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يبدأ بعد الولادة بقليل، ويستمر لعدة أشهر، حتى أنه قد يصل لسنة إذا لم نعالجه، وهذا ما يمكن أن يفسر تقلب مزاجها، وربما إهمال القيام بأعمال المنزل والأمور الأخرى، والعصبية، والذي قد يكون أحد أعراض الاكتئاب.
ويمكنكم مراجعة طبيب قريب من سكنكم، ولو كان في البداية غير الطبيب النفسي، ليقوم الطبيب ببعض الفحوصات، ومنها وظيفة غدة الدرق، والتي قد تشبه أعراضها أعراض الاكتئاب النفسي.
ونحن نعالج عادة اكتئاب ما بعد الولادة بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والاستجابة عادة سريعة -ولله الحمد-.
ولكن هناك أيضا أمور أخرى يمكنك القيام بها لتحسين الأمور والخروج من هذا الحال.
ومما يمكن أن يساعد زوجتك أن تغيروا جو حياتكم كالخروج من البيت، وممارسة هواية تحبها، أو استعادة هواية مفيدة لم تمارسها منذ مدة مع الحمل والولادة: كالرياضة، أو الرسم، أو الخياطة، أو التطريز... فكلها مما يمكن أن يعينها على الخروج من هذا الجو النفسي الذي هي فيه، ولا شك أن هذا سيفيدك أنت أيضا، ويفيد طفلكما.
وفقكم الله، وكتب الشفاء للزوجة.