السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، سمعت أن خميرة البيرة تعتبر وجبة كاملة، لما تحتويه من البروتينات، والأحماض، والفيتامينات، والمعادن، وقرأت أيضا أنها تمنع امتصاص الكالسيوم، لوجود شيء فيها يمنع امتصاصه، فهل هذا الكلام صحيح؟
وإن صح ذلك، فهل يمكنني تناول خميرة البيرة في يوم، وفي يوم آخر أتناول اللبن مع فصين من الثوم؟ لأنني أعلم أن الثوم يعتبر مضادا للفطريات، ويعزز جهاز المناعة، أم يعتبر الجمع بين الثوم وخميرة البيرة ضار؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تحتوي خميرة الخبز Pure nutritional yeast، سواء في شكل أقراص، أو شكل حبيبات على بعض البروتينات Sixteen different amino acids، وعلى العديد من الفيتامينات، مثل مكونات فيتامين ب المركب، وعلى سبيل المثال فيتامين ب 1، وهو فاتح للشهية، ومهدىء ومقوي للأعصاب، وفيتامين ب 2، وهو مفيد للبشرة، وفيتامين ب 6، وهو فعال ضد التوتر والقلق، بالإضافة إلى العديد من الأملاح المعدنية، مثل: الحديد والنحاس، والزنك والفوسفور، والماغنسيوم والصوديوم، والبوتاسيوم والسيلينيوم، بالإضافة إلى الخمائر، أو الأنزيمات التي تساعد في الهضم.
وتساعد حبيبات الخميرة في صفاء البشرة عند إضافتها إلى العسل وزيت الزيتون والليمون، توضع على شكل قناع على البشرة، وتشطف بعد ساعة، حيث تعالج البشرة الجافة والأكزيما، وتعطيها نضارة ونعومة.
قصة تضارب الكالسيوم مع الخميرة غير واقعية، حيث أن الخميرة -كما قلنا- تحتوي على بعض الفوسفور، وهناك نسبة يجب أن تظل قائمة بين الفوسفور والكالسيوم، حتى يتم امتصاصهما؛ لأن الكمية الزائدة من الفوسفور تمنع امتصاص الكالسيوم، ومن المعروف أن تناول الخميرة، سواء مضافة إلى الطعام، أو في صورة أقراص، لا يعطي كمية كبيرة من الفوسفور تكفي لمنع امتصاص الكالسيوم، وبالتالي فإن القول بأن الخميرة بما تحويه من فوسفور، تمنع امتصاص الكالسيوم أمر غير منطقي، وغير علمي.
والمشروبات الغازية هي التي تحتوي على كمية كبيرة من الفوسفور، ولذلك من المعروف أن المشروبات الغازية تؤثر في العظام لذلك السبب، ولذلك من المهم الاستفادة من الخميرة، وترك المشروبات الغازية للحفاظ على العظام.
والثوم له فوائد كثيرة، ولا مانع من تناوله مضافا إلى الطعام، أو كما شئت مع اللبن، ولا تعارض بينهما وبين الخميرة، ويمكن الجمع بينهم دون قلق طالما تستسيغ ذلك، والغاية من تناول الخميرة هو تحللها إلى مكوناتها الغذائية الغنية، ولا مجال هنا للحديث عن فوائد الثوم كمضاد للفطريات الضارة.
وفقك الله لما فيه الخير.