السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 26 عاما، منذ صغري وأنا شخصية متفائلة، سعيدة وقنوعة، طموحة جدا، ودائما مبدعة ومتقنة لكل الأشياء التي أمارسها.
منذ خمس سنوات ونصف مررت بتجربة عاطفية، خطوبتي استمرت لمدة عامين، ولم نستطيع أن نتزوج لظروف رغما عنا رغم الحب المتبادل، الحمد لله على كل حال وكلي يقين بأنها خيرة، ولكن رغما عني أن هذه التجربة تسببت لي بصدمة، وانتابني ضيق وحزن شديد لفترة سنة، ازداد فيها وزني كثيرا، وكنت دائما اختلي بنفسي.
وبعدها استمرت حياتي والحمد لله، تعايشت مع الوضع وإن كان هنالك شعور بالحزن، ولكن لا أعتقد أنه بسبب هذه التجربة، لربما قد تكون تراكمات من ضغوط الحياة خصوصا أنني شخصية كتومة جدا، ولربما تكون من هذه التجربة لأنني لم أستطع الارتباط بأي شخص بعدها، صدقا لا أعلم ما هو السبب؟ ولكنني حزينة وفي الستة أشهر الأخيرة تفاقم الوضع.
لم أكن أريد بتاتا أن أذهب إلى طبيب نفسي؛ لأني لا أحب التحدث عن أموري الخاصة مع أي شخص إلا أنه قد ضاق بي الأمر كثيرا في الأشهر الأخيرة، حزن وضيق وبكاء بدون سبب، عصبية وتأنيب للضمير بسبب وبدون، فقدت الشعور بالاستمتاع بأي شيء كنت أعشقه سابقا، لا أحتمل وجودي مع أحد، وأصبحت شديدة الحساسية، أشعر بالخوف الشديد على كل أفراد أسرتي طوال الوقت من أن ينتابهم أي مكروه، وأخاف جدا من التقدم بالعمر ومرور الزمن، ضعف العزيمة والإرادة.
آسفة على الإطالة ولكن الحمد لله وأخيرا ذهبت إلى الطبيب النفسي، وأعطاني هذا الدواء (zelax/cipralex)، بحثت عنه في الإنترنت ووجدت الكثير من التجارب أنه قد يسبب في الزيادة بالوزن وفتح الشهية، علما أنني دوما أعاني مع الحميات الغذائية للتقليل من وزني، وإذا زاد وزني حتما سوف أتضايق أكثر مما أنا عليه الآن.
قرات عن دواء (prozac) وسمعت أن ليس تأثير على الوزن، أمي سابقا كانت تعاني من الاكتئاب وجربته وأفادها كثيرا ولم يؤثر سلبا على وزنها.
لكل الخبراء؛ أرجوكم أفيدوني: هل الأفضل أن أستخدم سيبرلاكس أم بروزاك؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة: لا شك أن التجربة العاطفية التي مررت بها كانت سببا غير مباشر لما حصل لك بعد ذلك، كل الأشياء التي ذكرتها بعد ذلك هي أعراض اكتئاب واضحة، أعراض اكتئاب نفسي واضحة، وقد تكون هذه التجربة هي السبب لحدوث هذا الاكتئاب، ولكن هناك شيء ذكرته من اختصار شديد عند آخر مقابلة، وهو أن أمك عانت من اكتئاب نفسي من قبل وتحسنت على دواء معين، هذا هو بيت القصيد، إذا عندك قابلية لحدوث هذا الاكتئاب أو لحدوث أعراض الاكتئاب، وكانت هذه المشكلة التي مررت بها سببا لظهور هذه الأعراض، دائما نقول الأحداث الحياتية تكون سببا لحدوث أعراض الاكتئاب عند الأشخاص الذين لهم قابلية لحدوث الاكتئاب.
أي عندهم موروثات اكتئابية، وهذا ما هو حاصل معك، إذا عندك تاريخ مرضي في الأسرة وهو الأم، حصل لك حادث حياتي محزن وأثر عليك وبعد ذلك ظهرت كل أعراض الاكتئاب التي ذكرتيها، علاج الاكتئاب يا أختي الكريمة إما أن يكون دوائي أو يكون علاج نفسي، الاكتئاب إذا كان بسيطا يعالج عادة علاجا نفسيا، إذا كان متوسط يعالج بعلاج نفسي ودوائي، وإذا كان اكتئابا شديدا لا بد من العلاج الدوائي، وإذا حاولنا أن نقيم درجة اكتئابك فلنقل أنها درجة منقوصة.
إذا فعلا تحتاجين إلى علاج دوائي وعلاج نفسي في نفس الوقت، معظم الأطباء النفسيين الآن يميلون إلى استعمال مضادات الاكتئاب التي تنتمي إلى فصيلة (أس أس أر أيز)، وهي كثيرة والاختيار يتم على عدة أسس.
أولا: أعراض الاكتئاب النفسي نفسها إذا كانت أعراض الاكتئاب النفسي بها مشاكل في النوم ومشاكل في الشهية فيفضل إعطاء الأدوية التي تساعد على النوم وتساعد على فتح الشهية.
أما إذا كانت أعراض الاكتئاب النفسي ليس بها مشاكل نوم، وليس بها مشاكل أكل، ولكن بها فتور وعدم رغبة في العمل، وهذه الأشياء .. فإذا تعطى أدوية الاكتئاب التي يكون تأثيرها منشطا أكثر من أنها مهدئة، أما المعيار الأهم فهو إذا كان هناك أحد من أفراد أسرتك عانى من اكتئاب وتحسن على نوع معين من مضادات الاكتئاب؛ فإنك تكونين أكثر قابلية للتحسن من هذا النوع، وهذا شيء موروث، إذا من هذه الناحية طالما والدتك تحسنت على البروزاك؛ فيجب أو فغالبا ما تكون استجابتك له أكثر من الأدوية الأخرى، وهنا يأتي العامل الآخر، وهو الآثار الجانبية وزيادة الوزن، فأنا أميل إلى أنك تأخذين دواء البروزاك بدلا من السبرالكس، ولكن أنصحك بالتواصل مع طبيبك النفسي، وشرح هذا الأمر له، فقد تكون هذه الحقائق غير واضحة أمامه عندما كتب لك الزيلاك، وأنا على يقين أنه سوف يتفهم هذا الوضع ويؤيدك كما أيدتك؛ لأنه بعد ذلك عليه متابعة تحسنك ومتابعة الجرعة، وتقرير متى يتوقف هذا العلاج.
وفقك الله وسدد خطاك.